باحث فلسطيني: دخول المساعدات إلى غزة نتيجة لضغوط دولية وليس لاعتبارات إنسانية من الجانب الإسرائيلي

باحث فلسطيني: دخول المساعدات إلى غزة نتيجة لضغوط دولية وليس لاعتبارات إنسانية من الجانب الإسرائيلي

اعتبر الباحث السياسي الفلسطيني فايز عباس أن إدخال الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لا يعكس تحوّلًا إنسانيًا في سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه سكان القطاع، بل جاء نتيجة ضغوط دولية وتهديدات بفرض عقوبات عليها، خاصة في ظل تصاعد الانتقادات الدولية للأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.

مساعدات انسانية تتم تحت اشراف مباشر 

 

وقال عباس خلال حديثه لـ”الدستور” إن ما يُقدَّم من مساعدات إنسانية يتم تحت إشراف مباشر من الحكومة الإسرائيلية، ووفق قرارات وسياسات تفرضها بشكل أحادي. وأضاف أن حتى الشركات المكلفة بعمليات التوزيع، والتي تُقدم على أنها أمريكية، تعود ملكيتها عمليًا لمستثمرين إسرائيليين، مما يعني أن العملية تخضع لرقابة إسرائيلية كاملة، سواء في الجانب اللوجستي أو الأمني أو الميداني.
وأشار إلى أن ما يجري على الأرض في مراكز توزيع المساعدات يحمل طابعًا مأساويًا، حيث تكررت حوادث إطلاق النار على الفلسطينيين الذين يتجمعون للحصول على الغذاء، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال. 
ولفت إلى أن القوات الإسرائيلية غالبًا ما توقف عملية التوزيع فجأة بذريعة “وجود تهديدات أمنية”، الأمر الذي يراه شكلاً من أشكال العقاب الجماعي والإذلال المنهجي لسكان القطاع.
ووفقًا لعباس، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر تعليمات جديدة تُحدد توقيت توزيع المساعدات بين الساعة السادسة صباحًا والسادسة مساءً فقط، وتحوّل المنطقة بعدها إلى “منطقة عسكرية مغلقة”، مما يعني أن أي فلسطيني يقترب منها خارج تلك الساعات قد يتعرض لإطلاق النار. 
ويرى أن هذا الإجراء لا يهدف فقط إلى تنظيم العملية، بل إلى فرض مزيد من القيود على حركة السكان ومضاعفة معاناتهم.
وحذّر عباس من أن هناك أهدافًا بعيدة المدى وراء الطريقة التي تُدار بها المساعدات، من بينها الدفع بالسكان إلى التجمع في مناطق محددة، وترك أجزاء واسعة من القطاع، في خطوة اعتبرها “مقدمة فعلية لمرحلة تهجير جماعي”، على حد تعبيره. 
وأضاف أن هذا السيناريو لا يأتي من فراغ، بل يستند إلى تحليلات وردت في وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت” التي نقلت عن محللها العسكري يوسي يهوشواع قوله إن هذه الإجراءات قد تمهّد لتنفيذ ما تبقى من “خطة ترامب” التي كانت تهدف ضمن بنودها غير المعلنة إلى تقليص عدد السكان الفلسطينيين في القطاع.
وختم عباس بالقول إن ما يحدث في غزة لا يمكن عزله عن السياق السياسي الأشمل للصراع، وإن استخدام المساعدات كسلاح سياسي وأمني يُعد انتهاكًا صارخًا للمعايير الإنسانية، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل الجدي لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات بعيدًا عن أي استغلال أو توظيف سياسي.