أيمن الرقب لـ”الدستور”: نظام توزيع المساعدات في غزة يتسم بالمهانة ويفتقر للإنسانية

أيمن الرقب لـ”الدستور”: نظام توزيع المساعدات في غزة يتسم بالمهانة ويفتقر للإنسانية

أكد أستاذ العلوم السياسية الدولية في جامعة القدس أيمن الرقب أن الأوضاع في قطاع غزة تزداد سوءًا مع استمرار الحرب، لافتا إلى أن نقص المواد الغذائية وصل إلى مستويات غير مسبوقة، والجوع بات واقعًا يوميًا، وسط استشهاد العشرات من الفلسطينيين بشكل يومي.وأضاف الرقب، لـ”الدستور”: “نحن نقترب من اليوم الـ 610 للحرب، والعيد يأتي في وقت تزداد فيه المعاناة. هناك من يخاطر بحياته بحثًا عن لقمة عيش لأطفاله، فيُقتل في الطرقات، حتى أصبحت المساعدات الإنسانية القادمة من الشمال محفوفة بالموت.”

العيد في غزة ليس عيداً 

وأشار إلى أن العيد في غزة ليس عيدًا، بل هو يوم جديد من الحداد، مثقل بالمعاناة: “نحن بحاجة ماسة إلى استراتيجية واضحة تُنهي هذه الحرب وتضع حدًا لنزيف الدم الفلسطيني، لكن في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، تبقى هذه الآمال بعيدة المنال.”وأوضح الرقب أن المجتمع الدولي عجز عن كبح جماح الاحتلال يزيد من تعقيد الأزمة. وبالتالي فالعيد في غزة هو بالفعل عيد الدم والمعاناة، وليس فرحة كما في بقية بقاع الأرض.”وأكد أن الطريقة التي تُدار بها عمليات توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، خاصة مع حلول عيد الأضحى، تفتقر إلى الحد الأدنى من الكرامة والعدالة، مشددًا على أن ما يحدث حاليًا لا ينسجم مع المعايير الإنسانية، بل يضاعف من معاناة السكان الذين أنهكهم الحصار والقصف والنزوح. وقال الرقب إن “المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع لم تكن منذ البداية تُدار بالطريقة الصحيحة”، موضحًا أن “المطلوب ليس مجرد إدخال شحنات عشوائية عبر معابر محددة، بل فتح المعابر بشكل شامل، بما يضمن تدفق الاحتياجات والمساعدات الإنسانية التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال”.وأضاف: “لا يعقل أن يُطلب من أبناء شعبنا الانتقال إلى مناطق محددة وبعيدة في ظل الدمار ونقص وسائل النقل، للحصول على أبسط مقومات الحياة كان الأجدر أن تصل هذه المساعدات إلى حيث يوجد الناس، لا العكس”.كما شدد على أن ترك سكان غزة يتنقلون عشرات الكيلومترات مشيًا على الأقدام من أجل الحصول على سلة غذائية “يشكل إهانة لكرامة الإنسان الفلسطيني، ويخالف أبسط الأعراف الإنسانية، خاصة في أيام العيد التي من المفترض أن تكون مناسبة للفرح والسكينة”.وأشار الرقب إلى أن الوضع الميداني لا يسمح بتكديس الناس في مناطق محددة، لأن هذه التجمعات باتت أهدافًا مكشوفة للعدوان الإسرائيلي المتواصل، ما يجعل الذهاب لتسلّم المساعدات محفوفًا بالخطر، وقد يكون سببًا في سقوط ضحايا جدد.