توتر في الإدارة الأمريكية: ما أسباب انهيار تحالف ترامب وإيلون ماسك؟

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها تفاصيل انهيار العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، والتي شهدت العديد من التطورات والتوترات حتى انتهت بفشل الشراكة بشكل مفاجئ.قالت الصحيفة إنه في الأيام التي سبقت تحطم التحالف بين ترامب وماسك، كانت العلاقة بين الرجلين قد بدأت في التدهور تدريجيًا.وكان القرار الأخير لترامب بإلغاء ترشيح أحد المقربين من ماسك لقيادة وكالة ناسا سببًا رئيسيًا في تسريع هذه الانقسامات.وأضافت الصحيفة أنه قبل دقائق من مغادرته إلى المكتب البيضاوي لحضور مناسبة رسمية لإيلون ماسك، تسلم ترامب ملفًا أظهر أن المرشح المفضل من ماسك لتولي منصب مدير وكالة ناسا، وهو الملياردير جاريد إيزاكمان، كان قد تبرع في السنوات الأخيرة للعديد من الديمقراطيين، بينهم بعض الشخصيات التي لم يكن ترامب قد سمع بها من قبل. وأثار ذلك غضب الرئيس.وأوضحت الصحيفة أن ترامب، بعد هذه الواقعة، انتقد ماسك بشكل علني وقرأ التبرعات التي قام بها إيزاكمان. وعلى الرغم من محاولات ماسك لتبرير الموقف والدفاع عن صديقه، إلا أن الرئيس كان حازمًا في موقفه، قائلًا إن الأشخاص الذين تبرعوا لدعم الديمقراطيين لن يكونوا حلفاء حقيقيين. وقال إن هؤلاء الأشخاص سيغيرون مواقفهم في وقت لاحق، وهو ما سيضر بالتحالف.وبعد أن قرر ترامب سحب ترشيح إيزاكمان، أصيب ماسك بالدهشة من سرعة اتخاذ القرار في الوقت الذي كان ماسك يواصل محاولة الدفاع عن صديقه، قرر الرئيس سحب ترشيحه.وبينما كان ماسك يحاول التعامل مع تداعيات هذه الأزمة، وجد نفسه في موقف صعب، فقد كان الأمر لا يتعلق فقط بإلغاء الترشيح، بل تعدى ذلك إلى مسألة كبيرة تتعلق بالثقة بين الرجلين.كان ماسك قد راهن على إيزاكمان لدعم مصالحه الخاصة بمجال الفضاء، وهو ما جلب له الكثير من القلق بعد هذا الفشل.
ترامب وماسك.. تدهور تحالف المال والسلطة
وقالت الصحيفة إن العلاقة بين ترامب وماسك وصلت إلى نقطة الانهيار التام في الأيام التي تلت هذا الحدث، فقد بدأ ماسك في توجيه انتقادات علنية إلى الرئيس، لدرجة أنه اقترح على وسائل التواصل أنه يجب محاكمة ترامب بتهمة عزله. في المقابل، رد ترامب على هذه التصريحات في اجتماع مع المستشار الألماني، حيث وصف ماسك بـ”المجنون” وأن تصرفاته كانت بسبب تعاطيه المخدرات.وقالت الصحيفة إن هذه الخلافات بين الطرفين أدت إلى تهديدات علنية من ترامب بإلغاء عقود حكومية مهمة لشركات ماسك، مثل “سبيس إكس” و”تيسلا”. وبالرغم من محاولات ماسك لاحقًا التهدئة، إلا أن ترامب لم يظهر أي اهتمام بالمصالحة السريعة.وأوضحت الصحيفة أن أحد أسباب التوترات بين ماسك وإدارة ترامب كان شخص آخر في البيت الأبيض، وهو سيرجيو غور، رئيس مكتب موظفي البيت الأبيض.ونشب خلاف بين ماسك وغور في أكثر من مناسبة، بما في ذلك الخلاف حول تعيينات وكالات حكومية مهمة.وقالت الصحيفة، في ختام تقريرها، إن الأوساط المقربة من ترامب تشير إلى أن غور كان أحد الأشخاص الذين لعبوا دورًا في عرقلة ترشيح إيزاكمان، لكن من جانب آخر، فإن مقربين من ماسك يرون أن غور أساء فهم الوضع وأدى إلى انهيار العلاقة بين الرئيس وماسك.