ما هو حكم الذهاب إلى المقابر في أيام الأعياد؟

ما هو حكم الذهاب إلى المقابر في أيام الأعياد؟

أكدت دار الإفتاء المصرية أن زيارة المقابر في أيام العيد من الأمور المستحبة شرعًا، لما فيها من تذكير بالآخرة وزهد في الدنيا، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أرشدنا إلى هذا المعنى بقوله:

«زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة».

وجاء ذلك في ردّها على سؤال ورد إلى صفحتها الرسمية: ما حكم زيارة القبور في العيد؟
وأجابت الإفتاء، بأن زيارة المقابر سنة مشروعة، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور القبور في أوقات مختلفة، ومنها ما كان في أيام العيد، وكان يتنقل في الطريق ذهابًا وإيابًا لصلاة العيد، ويزور خلالها القبور، لما في ذلك من العظة والتأمل. 

ليست لتجديد الحزن.. بل للتذكرة والسكينة

أوضحت دار الإفتاء أن القول بأن زيارة المقابر في العيد تجدد الأحزان ليس دقيقًا، وردّت على هذا الادعاء من خلال أربع نقاط شرعية وعقلية:

1. استدعاء الحزن المشروع

ليس كل تذكر للألم والحزن منهيًّا عنه؛ بل قد يكون فيه عزاء وتهوين على النفس، كما دلّ حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

«إذا أصاب أحدَكم مصيبةٌ فليذكر مصيبته بي؛ فإنها من أعظم المصائب».

ففي ذلك دعوة للتأمل والصبر، لا للتشكي أو القنوط. 

2. شرط الصبر والرضا

النهي عن الحزن لا يكون إلا إذا صاحبه اعتراض على قضاء الله أو يأس من رحمته، أما الحزن المصحوب بالتسليم لله والصبر والاحتساب فهو محمود، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

«من أُصيب بمصيبة فأحدث استرجاعًا، وإن تقادم عهدها، كتب الله له من الأجر مثلها يوم أُصيب».

 

3. زيارة القبور حتى في أوقات الفرح

ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه زار قبر أمه آمنة بنت وهب في يوم فرح ونصر، وهو يوم فتح مكة، كما زارها عند رجوعه من غزوة تبوك. فلو كانت زيارة المقابر مذمومة في هذه الأوقات لما فعلها سيد الخلق.وروى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم “ذهب إلى قبر أمه وناجى ربه طويلًا”، رغم أنها لحظة نصر وفرح. 

4. صلة الأرواح وسعادة اللقاء

العيد وقت تزاور وتواصل، وإذا كان الميت عزيزًا، فإن زيارته في قبره تعد من أصدق صور البر والصلة، فـ زيارة المقابر تعكس الوفاء، والدعاء، وطمأنينة الأرواح. وفي هذا سلوى للنفوس، لا تجديد للحزن.فزيارة الإنسان لقبر من يحب، والدعاء له، والسلام عليه، قد يكون سببًا في سكينة النفس، وإن صاحبها دموع شوق. 

هل زيارة المقابر في العيد مستحبة شرعًا؟ 

 زيارة المقابر في العيد مستحبة شرعًا، وهي سنة نبوية ثبتت بالأحاديث والأفعال.لا حرج في الزيارة ما دامت خالية من المخالفات كالنياحة أو الاعتراض على القضاء.تكرار زيارة المقابر في الأيام المباركة يُذكر بالآخرة، ويعين على تهذيب النفس.ليس في زيارة المقابر يوم العيد ما ينافي الفرح، بل فيها وفاء واعتبار.

 الفتوى: “زيارة القبور في العيد جائزة ومستحبة، بشرط الالتزام بآدابها، والبعد عن التجاوزات الشرعية. والله تعالى أعلم.”