هل من الجائز قول “كل عام وأنتم بخير” أو “عيدكم مبارك” في المناسبات الاحتفالية؟

هل من الجائز قول “كل عام وأنتم بخير” أو “عيدكم مبارك” في المناسبات الاحتفالية؟

حكم قول “كل عام وأنتم بخير” و”عيدكم مبارك” في الأعياد من أكثر الموضوعات بحثًا عبر محركات البحث وذلك بالتزامن مع احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك، أجابت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن سؤالٍ ورد إليها حول حكم التهنئة بعبارات مثل: “كل عام وأنتم بخير” و”عيدكم مبارك”، وبيَّنت أن هذه الأقوال مشروعة ومستحبة في الأعياد والمناسبات السعيدة، لما تحمله من معاني الدعاء والتبشير بالخير.

تهنئة مشروعة ودعاء مستحب

كلمة “كل عام وأنتم بخير” تعارف الناس على استخدامها في الأعياد والمواسم، وهي وإن كانت جملة خبرية لفظًا، إلا أنها دعاء إنشائي معنًى، يُقصد بها التمني للغير بدوام الخير في العام الحالي والأعوام القادمة. وكذلك الأمر في قول: “عيدكم مبارك”، فهي خبر في اللفظ، لكنها دعاء في المعنى؛ أي: جعل الله عيدكم مباركًا.

الدعاء أصل التهنئة

أوضحت دار الإفتاء أن التهنئة في أصلها دعاء يُقال لمن أصابه خير، وهي إظهار للسعادة بمناسبة سعيدة.
وقد ورد الحثّ على الدعاء في مواضع كثيرة، منها قول الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55]كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» – رواه ابن ماجه وأحمد وغيرهم. 

دعاء المسلم لأخيه مستجاب

رغَّب الشرع الشريف في دعاء المسلم لأخيه، وبيَّن أنه مستجاب، فقد رُوي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: “إِنَّ دُعَاءَ الْأَخِ لِأَخِيهِ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُسْتَجَابُ”
– أخرجه الإمام أحمد والبيهقي وغيرهما.كما قال العلامة الطيبي: “وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه، دعا لأخيه المسلم بنفس الدعاء؛ لأنها دعوة مستجابة ويحصل له مثلها.” 

التهنئة عادة مشروعة في الإسلام

استحبت الشريعة للمسلمين أن يهنئ بعضهم بعضًا في أوقات الخير، ومنها:عند إتمام الحج.عند فطر الصائم.عند التوبة من الذنب.في الأعياد والمناسبات.والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو للناس في هذه المواطن، وهذا دليل على استحباب التهنئة.

الرد على شبهة التشبّه بالكفار

أجاب أهل العلم على من ادّعى أن التهنئة في العيد بدعة أو تشبه بالكفار بأن هذا القول باطل، لأن:النهي عن التشبه بالكفار يختص بعقائدهم أو عاداتهم المنهية عنها شرعًا.أما الأقوال أو الأفعال الحسنة التي لم ينهَ عنها الشرع، فلا تدخل في باب التحريم.بل العكس، فإن اتباع الأقوال الطيبة المستساغة شرعًا وعُرفًا مستحب إذا كانت تحمل معاني الخير والدعاء.

خلاصة الفتوى

التهنئة بقول “كل عام وأنتم بخير” أو “عيدكم مبارك” في الأعياد مستحبة شرعًا، لأنها من الدعاء والتبشير بالخير، ولا علاقة لها بالتشبه بالكفار.بل هي من العادات الحسنة التي يؤجر المسلم عليها إذا قصد بها الخير.