“الاتحاد العالمي”: العمالة المهاجرة في أوروبا تعاني من انتهاكات مستمرة وحرمان من الأجور العادلة

حذر بامبيس كريستاس، الأمين العام لاتحاد النقابات العالمي، من تصاعد الانتهاكات التي تطال حقوق العمال في العديد من دول العالم، مشيرًا إلى أن الفقر بات واقعًا يوميًا يعيشه الملايين من الفئات الأكثر هشاشة، وعلى رأسها العمالة المهاجرة، التي تُعد من بين أكثر الفئات تعرضًا للتمييز والاستغلال، لا سيما في الدول الأوروبية.وفي تصريحات لـ”الدستور”، أوضح كريستاس أن العمال المهاجرين يُزَج بهم في وظائف تتسم بالمشقة والخطورة، وغالبًا ما يتقاضون أجورًا متدنية لا ترقى إلى الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.
الممارسات التعاقدية المجحفة تُستغل بشكل ممنهج من قِبل بعض أرباب العمل
وأضاف، أن الممارسات التعاقدية المجحفة تُستغل بشكل ممنهج من قبل بعض أرباب العمل، خاصة في القطاع الزراعي، حيث يُجبر العمال في كثير من الأحيان على قبول رواتب أقل من الحد الأدنى القانوني، بحجة توفير السكن أو الغذاء والماء، وهو ما يُعد التفافًا واضحًا على التشريعات العمالية.
وأشار الأمين العام إلى أن مثل هذه السياسات تُكرّس ثقافة الاستغلال وتُقوّض أسس العدالة الاجتماعية، مؤكدًا أن توفير الخدمات الأساسية يجب ألا يكون مبررًا لتقليص الأجور أو التحايل على حقوق العاملين، لافتًا إلى أن العمل الكريم لا يكتمل دون أجر عادل يضمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة.وفي هذا السياق، دعا كريستاس الحكومات والمنظمات النقابية إلى تبني مواقف أكثر صرامة تجاه هذه الانتهاكات، والعمل على تعديل السياسات وتشديد الرقابة على أماكن العمل، خصوصًا في القطاعات التي تعتمد على العمالة المهاجرة، لضمان احترام القوانين وتحقيق العدالة لجميع العاملين دون تمييز.واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الكرامة الإنسانية للعامل لا يجوز أن تكون محل تفاوض أو مقايضة، مطالبًا بضرورة إرساء معايير واضحة تضمن بيئة عمل آمنة وعادلة، تليق بكرامة الإنسان بغض النظر عن جنسيته أو وضعه القانوني.