أول أعمال إيلينا فيرانتي: صدور النسخة العربية من رواية “الحب المقلق”

صدرت حديثا عن دار الآداب ببيروت، الترجمة العربية لباكورة أعمال الأديبة الإيطالية إيلينا فيرانتي بعنوان “الحب المقلق”، وترجمها معاوية عبد المجيد.
ومن أجواء رواية “الحب المقلق” نقرأ:
“غرقت أمّي في ليلة الثالث والعشرين من شهر مايو، يوم عيد ميلادي..”.تستهلُّ إيلينا فيرَّانتي سردَها بهذه العبارة القاسية ذات الوقع الصادم، التي تُذكِّرنا بافتتاحيَّة “مسخ” كافكا و”غريب” كامو، ومن ثَمَّ تغوص البطلةُ ببحثٍ استقصائيٍّ لمعرفة أسباب تلك الوفاة، فتُعرِّجُ بنا على تأثير نابولي في تكوين هويَّتها الفرديَّة، وصخب سكَّانها وتعقُّد حياتهم الاجتماعيَّة، وأزماتهم الاقتصاديَّة، وتشابك عنفهم اللفظيّ بعنفهم الأُسَريّ.غير أنَّنا لا نتوه عن الفكرة الأساسيَّة: علاقة الأمّ-الابنة، وتَمَلُّكُ الابنة لأمّها، وتمدُّد الأمّ في جسد ابنتها. “الحبُّ المقلق” هو حبُّ المرأة تجاه أمِّها، الذي تصفه المؤلِّفةُ في كتابها “فرانتوماليا” بأنَّه “حبٌّ حميم، لحميٌّ، ممزوجٌ بنفورٍ لحميّ”. يتجسَّدُ أحيانًا في اختيار الملابس لأنَّها الوعاءُ الذي سيحتوي على تلك الكينونة المزدوجة. ويصطدم أحيانًا بعلاقة الابنة بأبيها، الذي ينافسها على حبّ الأمّ، وهو “الخصم المقلق” بالتعريف الفرويديّ. وما إهداءُ فيرَّانتي الروايةَ “إلى أمّي” إلّا إشارةٌ إلى اجتماع تلك العناصر معًا.
هذه الروايةُ هي قصَّةُ اختفاءِ امرأة، وبحثِ امرأةٍ عن أثر امرأة. فلا بدَّ لمن قرأ “صديقتي المذهلة” بشغفٍ كبير أن يجدَ جذورَ الرباعيَّة هنا، وأن يستشعرَ بوادرَ “انحلال الهوامش” هنا أيضًا.
الحب المقلق
“الحبُّ المقلق” هي الرواية الأولى التي أصدرتْها أديبةُ الاسم المستعار، إذ رأت أنَّها جديرةٌ بالنشر، بعد محاولاتٍ غير مُقنِعة، حتّى توصَّلت على حدّ تعبيرها إلى “كتابةٍ ثابتة، نقيّة، مضبوطة”. فاستحقَّت عليها جائزةَ “بروتشيدا، جزيرة أرتورو – إلسا مورانته (1992)”؛ وحوَّلَها المخرجُ الإيطاليُّ الكبير ماريو مارتونه إلى فيلمٍ سينمائيٍّ مهمّ.
نبذة عن إيلينا فيرانتي
إيلينا فيرانتي (بالإيطالية: Elena Ferrante)، هو الاسم المستعار لروائية إيطالية، ولدت في عام 1943 بنابولي، وأعمال فيرانتي المنشورة بالايطالية ترجمت لعدة لغات ولاقت نجاحًا لافتًا، ومن أشهرها “صديقتي المذهلة” (L’amica genial) أو ما يعرف بالرباعية النابوليتانية، وتتكون الرباعية من صديقتي المذهلة (2012)، حكاية الاسم الجديد (2013)، الهاربون والباقون (2014)، وحكاية الطفلة الضائعة (2015)، والتي رشحت لجائزة جائزة ستريجا.