محلل سياسي: نشر الحرس الوطني لمواجهة المهاجرين يشكل سابقة مقلقة تهدد القيم الأساسية لأمريكا

قال المحلل السياسي الدكتور صلاح القادري، إن قرار الإدارة الأمريكية بنشر الحرس الوطني والبحرية في بعض الولايات لمواجهة المهاجرين يُعد سابقة خطيرة وغير مسبوقة في التاريخ الأمريكي الحديث، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة نشأت وتأسست بسواعد المهاجرين، وأن هذه الخطوة تمثل انقلابًا على القيم التي طالما تغنّت بها كأرض للفرص وملاذ للباحثين عن حياة كريمة.وأوضح “القادري”، خلال مداخلة مع قناة “القاهرة الإخبارية”، أن استخدام الحرس الوطني بهذا الشكل لا يُشبه المناسبات السابقة التي كان فيها الأمر مبررًا لأسباب أمنية واضحة، بل يُنذر الآن بصدام بين الحكومة والمهاجرين قد يرقى إلى ما يشبه الحرب الأهلية.وأضاف، أن “ما يحدث في بعض شوارع لوس أنجلوس يشبه التحارب في الشوارع، وهذا يعكس عنفًا غير مسبوق من السلطات، كما وصفه حاكم ولاية كاليفورنيا”، مشيرًا إلى أن هذا النهج يتعارض تمامًا مع مواقف دول المهجر الأخرى مثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا، التي رغم معاناتها من تحديات الهجرة لم تلجأ إلى مثل هذه الإجراءات العنيفة أو القوانين القمعية.وانتقد “القادري” تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف المتظاهرين بـ”الغوغاء” و”الغزو”، مؤكدًا أن هذه اللغة التصعيدية لا تليق بمسؤولين في بلد تأسس على التعددية والانفتاح. وقال: إن ترامب كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بترحيل أكثر من مليون وأربعمائة ألف مهاجر في عامه الأول، ويبدو أن هذه الإجراءات تأتي تنفيذًا لذلك الوعد، ما يشكل خطرًا حقيقيًا على استقرار الداخل الأمريكي، مؤكدًا إلى زيارة المستشار الألماني الأخيرة إلى واشنطن، حيث قدم للرئيس الأمريكي صورة رمزية لجده الألماني المهاجر، في تذكير ذكي بجذور التنوع التي تشكل هوية الولايات المتحدة، إلا أن الصورة لم تحظَ باهتمام يليق بالرسالة التي حملتها.