الدول الثمانية النامية وإعلان القاهرة

الاجتماع السنوى لمفوضية «منظمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى»، تصدّر جدول أعماله، أو استهدف بشكل أساسى، متابعة تنفيذ «إعلان القاهرة»، أو مخرجات القمة الحادية عشرة، التى استضافتها مصر فى ديسمبر الماضى، تحت عنوان، أو شعار «الاستثمار فى الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد»، وناقشت سبل تعزيز السلام وبناء مستقبل أكثر استدامة وشمولية، وتنفيذ خارطة الطريق العشرية للمنظمة، ٢٠٢٠-٢٠٣٠، فى ضوء التحديات الدولية غير المسبوقة.تتولى مصر، حاليًا، الرئاسة الدورية للمنظمة. وخلال الاجتماع، الذى عقدته المفوضية بمقر سكرتارية المنظمة فى إسطنبول، أجمعت الدول الأعضاء على الالتزام الكامل بتنفيذ ما تضمنه «إعلان القاهرة»، والعمل على دفع آليات التعاون المشترك بما يعزز التكامل الاقتصادى والتنموى داخل المجموعة. كما أعربت عن دعمها الكامل كل المبادرات، التى طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال القمة، لدفع التعاون الاقتصادى بين الدول الثمانى، خاصة تلك المتعلقة بالتعاون فى مجالات الصناعة والتجارة والتعليم والصحة والسياحة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى المجال البحثى، من خلال إنشاء شبكة تضم مراكز الأبحاث الاقتصادية بدول المنظمة.المنظمة، التى تأسست فى منتصف يونيو ١٩٩٧، تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادى بين الدول الأعضاء، وتحسين أوضاع الدول النامية فى الاقتصاد العالمى، وتحقيق مستويات معيشة أفضل لشعوبها، وخلق فرص جديدة فى العلاقات التجارية، وتعزيز مشاركة الدول النامية فى صنع القرار على الصعيد الدولى. و… و… وإلى جانب مصر، تضم المنظمة إندونيسيا، إيران، ماليزيا، نيجيريا، باكستان، تركيا، وبنجلاديش، وشهد اجتماع المفوضية مشاركة أذربيجان، للمرة الأولى، بعد انضمامها للمنظمة، تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه خلال قمة القاهرة، وأعرب الوفد الأذربيجانى عن تطلع بلاده إلى الإسهام الفاعل فى جهود وفعاليات المنظمة، والتزامها الكامل بالمبادئ والأهداف التى حددتها الدول الأعضاء. ترأس الوفد المصرى، والاجتماع، السفير راجى الإتربى، مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية متعددة الأطراف الدولية والإقليمية، مفوض مصر لدى المنظمة، ومع استعراضه التقدم الذى تم إحرازه فى تنفيذ المبادرات المصرية، وعلى صعيد انضمام مصر لاتفاقية التجارة التفضيلية بين دول المنظمة، تقدّم عدد من الدول الأعضاء بمقترحات بناءة لتعميق التعاون فى مجالات الطاقة والابتكار وبناء القدرات. كما رحب المجتمعون، بالإجماع، بنتائج اجتماع وزراء السياحة، الذى استضافته مصر، الشهر الماضى، وجرى خلاله اعتماد مشروع إعلان القاهرة للسياحة، وإطلاق جائزة سنوية لأفضل المدن السياحية.بين القمة الثالثة، التى استضافتها القاهرة سنة ٢٠٠١، وتلك التى استضافتها فى ديسمبر الماضى، قامت مصر، بدور كبير فى تنسيق مواقف دول المنظمة فى المحافل الدولية من خلال آلية وزراء الخارجية، واستضافت الاجتماعات الخاصة بإنشاء بنك للبذور الزراعية، واجتماعات وورش عمل متعاقبة، لدفع التعاون فى مجال جذب الاستثمارات، وزيادة التبادل التجارى فى السلع والخدمات، وتطوير صناعة الأسمدة، وتطوير منظومة تأمينية للمشروعات المتوسطة والصغيرة، لمواجهة مشكلات البطالة، وتنسيق الاستفادة من مبادرات التمويل الدولية فى هذه المجالات بين دول المنظمة، التى يبلغ عدد سكانها أكثر من مليار نسمة، ويزيد ناتجها الإجمالى على خمسة تريليونات دولار، و… و… وتتلخص الرؤية المصرية للتعاون بين دول المنظمة فى الوصول إلى مستوى تعاون يليق بما تتمتع به الدول الثمانى من مقومات، فى مجالات الطاقة والنقل والسياحة والبنوك والخدمات المالية، والنهوض بالبنية التحتية… وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس السيسى كان قد أعلن خلال افتتاحه القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثمانى، أو التسع، النامية، عن إطلاق أربع مبادرات، تبدأ بتدشين شبكة لمديرى المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية، وتنتهى بعقد اجتماعات دورية لوزراء الصحة، لمناقشة سبل تعظيم الاستفادة من التطبيقات التكنولوجية والعلمية الحديثة، فى تطوير هذا القطاع المهم. وإيمانًا منها بأهمية تبادل الخبرات، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، أبدت مصر، بلسان رئيسها، استعدادها لمشاركة تجاربها التنموية مع دول المنظمة، خاصة مبادرتى «حياة كريمة» و«تكافل وكرامة» ومشروعات البنية الأساسية والعمران.