أمين اتحاد النقابات العالمي: المنطقة العربية تعاني من تداعيات الحروب والتدخلات الأجنبية

أمين اتحاد النقابات العالمي: المنطقة العربية تعاني من تداعيات الحروب والتدخلات الأجنبية

حذّر بامبيس كريستاس، الأمين العام لاتحاد النقابات العالمي، من تداعيات تصاعد النزاعات والتدخلات الدولية في المنطقة العربية، مؤكدًا أن الشعوب العربية لا تزال تدفع ثمنًا باهظًا نتيجة صراعات تغذيها مصالح القوى الكبرى، تنعكس بشكل مباشر في ما تشهده فلسطين من اعتداءات متواصلة، وما يعانيه لبنان وسوريا من اضطرابات.وأوضح كريستاس، في تصريحات لـ”الدستور”، أن هذه الحروب لا تخلّف فقط دمارًا عمرانيًا وبشريًا، بل تمتد آثارها إلى تفكيك الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وتسريع وتيرة استغلال الموارد الطبيعية بشكل غير عادل، إلى جانب تعميق الأزمات البيئية التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة.وأكد أن أحد أبرز أولويات الاتحاد النقابي العالمي هو مناهضة التدخلات الخارجية، والعمل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، مشددًا على دعم الاتحاد الثابت لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.وأضاف كريستاس أن حماية حقوق العمال تظل أولوية قصوى في ظل الأزمات الراهنة، مشيرًا إلى أن الهجمات المتكررة على مكتسبات الطبقة العاملة تُعد معركة يومية من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، في مواجهة مظاهر العنف والاستغلال.

حقوق العمال لا تنحصر في الرواتب أو الأجور.. بل تشمل أيضًا الحريات الأساسية

ونوّه بأن حقوق العمال لا تنحصر في الرواتب أو الأجور، بل تشمل أيضًا الحريات الأساسية، وعلى رأسها الحق في التنظيم النقابي وتأسيس النقابات بحرية. وأكد أن الاتحاد النقابي العالمي يلتزم بشكل راسخ بهذه المبادئ، موضحًا أن الطريق لتجاوز الواقع غير العادل يبدأ بوحدة العمال حول العالم، والنضال الجماعي من أجل انتزاع حقوقهم.
وفي هذا السياق، شدد كريستاس على أهمية التفاوض الجماعي كآلية أساسية لضمان حقوق العاملين، من خلال اتفاقيات عمل جماعية تنظم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل والحكومات، بما يضمن العدالة المؤسسية ويكرّس الحقوق ضمن أطر قانونية قائمة على التفاوض وليس الفرض.كما أشار إلى أن اتحاد النقابات العالمي يضم في عضويته نقابات من مختلف أنحاء العالم، ويرحب بكل النقابيين الحقيقيين الراغبين في الانخراط الفعلي والقيادي ضمن أنشطته، لكنه في الوقت ذاته حذّر من وجود نقابات لا تتمتع بالروح النضالية ذاتها، موضحًا أن ما يُعرف بـ”النقابات الصفراء” تعمل في كثير من الأحيان لصالح أصحاب العمل أو تخضع لتوجيهات السلطات.واختتم كريستاس تصريحاته بالتأكيد على أن رسالة الاتحاد واضحة ومباشرة: على النقابات أن تعود إلى جذورها النضالية، وتعمل بجد من أجل القضاء على الفقر، ومجابهة كل أشكال الاستغلال، والمساهمة في بناء عالم يسوده السلام، ويوفر عملًا دائمًا ومستقرًا للعمال، ويحمي حقوقهم من خلال قوانين واتفاقيات عادلة تضمن الكرامة الإنسانية.