حصار الاحتلال… القرصنة الإسرائيلية تضغط على سفينة مادلين وتفاقم أزمة غزة

تتصاعد التوترات الدولية على خلفية اعتراض إسرائيل لسفينة المساعدات الإنسانية “مادلين” التي كانت متجهة إلى قطاع غزة، حاملة متضامنين ونشطاء من عدة دول بينهم مواطنون فرنسيون، وأثار هذا الحدث حالة من القلق والدعم الدولي لهؤلاء الأشخاص، خاصة من فرنسا التي أكدت متابعة وضع رعاياها الستة الموجودين على متن السفينة عن كثب.وفي تحرك دبلوماسي عاجل، طالبت باريس السلطات الإسرائيلية بتوفير الحماية الكاملة لمواطنيها وضمان تواصلهم بشكل فوري، بالإضافة إلى مطالبة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون بالسماح بعودتهم الفورية إلى الأراضي الفرنسية، مع التشديد على ضرورة احترام القوانين الدولية وحقوق النشطاء.وفي تغطية خاصة من “القاهرة الإخبارية” لهذا الحدث، تم تسليط الضوء على الإجراءات الإسرائيلية التي اتخذت لاعتراض السفينة في المياه الدولية واحتجاز ركابها، حيث وصف الفلسطينيون هذا التصرف بـ “القرصنة البحرية” التي تعكس استمرار ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين، في ظل إظهار تقارير أن السلطات الإسرائيلية تخطط لاحتجاز المتضامنين في سجون خاصة قبل ترحيلهم إلى بلدانهم، في ظل تصاعد الانتقادات الدولية لهذه الخطوة.
تكهنات بوجود أسباب متعمدة لإبطاء الرحلة بهدف الحد من التغطية الإعلامية العالمية
ومن جانبها، أوضحت مراسلة “القاهرة الإخبارية” دانا أبو شمسيه من القدس المحتلة، إن سفينة المتضامنين الدوليين، التي تم اعتراضها من قبل وحدة الكوماندوز البحري التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، لم تصل حتى اللحظة إلى ميناء أسدود، رغم التقديرات السابقة التي تحدثت عن رحلة تستغرق ثلاث ساعات فقط من نقطة الاعتراض إلى الميناء.
وأشارت “دانا” إلى أن تأخر وصول السفينة أثار تساؤلات، حيث لا توجد أسباب رسمية واضحة من جانب الجيش الإسرائيلي، وسط تكهنات بوجود أسباب متعمدة لإبطاء الرحلة بهدف الحد من التغطية الإعلامية العالمية، أو ربما مشاكل فنية أو لوجستية في السفينة نفسها.
فرنسا تضغط على إسرائيل لحماية رعاياها على متن سفينة “مادلين” وتطالب بعودتهم الفورية
وأكد وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو، أن الطواقم القنصلية الفرنسية تتابع عن كثب وضع المواطنين الفرنسيين الستة الذين كانوا على متن سفينة “مادلين”، مشددًا على أن باريس طلبت من السلطات الإسرائيلية توفير الحماية الكاملة لرعاياها وتأمين التواصل معهم بشكل فوري.وأوضح الوزير، أن فرنسا تواصلت رسميًا مع الجانب الإسرائيلي لتفادي أي حادث قد يلحق بالمواطنين الفرنسيين المشاركين في الرحلة التضامنية إلى غزة، مضيفًا أن السفارة والقنصلية الفرنسية تتابع الموقف ميدانيًا لتقديم الدعم القنصلي اللازم.
منع سفينة المساعدات لغزة: قرصنة بحرية ورسالة تضليل جديدة من الاحتلال
وقال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، إن منع إسرائيل لسفينة مساعدات إنسانية من الوصول إلى قطاع غزة يشكل جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، موضحًا أن السفينة، التي كانت تحمل متضامنين من 12 دولة، بينهم نواب برلمانيون، تعرضت لعملية قرصنة بحرية في المياه الدولية، حيث تم اعتراضها واعتقال من على متنها.وأكد “الشوا” أن هذا السلوك يُظهر فشل المجتمع الدولي في حماية المتضامنين وضمان وصول المساعدات، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد منع السفينة من الوصول لتفادي تسليط الضوء على كارثة غزة الإنسانية والمجاعات المتفاقمة فيها.وأضاف، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية هي التي تصدرت المشهد الإعلامي المتعلق باعتراض السفينة، بدلًا من الجيش، في محاولة لتجميل صورة ما حدث، رغم أن المتضامنين أُبعدوا قسريًا وتم عزلهم، في مخالفة صارخة للقوانين الدولية، مشيرًا إلى أن الكارثة الإنسانية في غزة تزداد تفاقمًا، حيث سقط عشرات الشهداء خلال الأيام الماضية عند مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمنية أميركية-إسرائيلية، هذه المراكز، لا تراعِي الكرامة الإنسانية، وتعمل تحت حماية الاحتلال، ما يجعلها “مصائد موت” حقيقية للجوعى والنازحين.ورغم السيطرة الكاملة على السفينة، لم يصدر أي بيان رسمي من جيش الاحتلال بشأن العملية، بينما تصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية المشهد الإعلامي، نظرًا للطابع الدبلوماسي الحساس للقضية، في محاولة لتجميل صورة “الاقتحام”، من خلال التأكيد على “التعامل الإنساني” مع المتضامنين، ونشر مقاطع فيديو تُظهر توزيع الماء والطعام عليهم.
وبحسب تقارير إسرائيلية، سيتم نقل النشطاء إلى سجن جبعون في الرملة، المخصص عادة للمقيمين غير الشرعيين، حيث من المتوقع أن يتم احتجازهم في زنازين منفصلة وخضوعهم لتحقيقات قبل ترحيلهم لاحقًا عبر مطار بن غوريون إلى الدول التي قدموا منها.