ظاهرة “العجول الفارة” في عيد الأضحى: متى ستتوقف موجة السخرية السنوية؟

ظاهرة “العجول الفارة” في عيد الأضحى: متى ستتوقف موجة السخرية السنوية؟

مع حلول عيد الأضحى المبارك، وتحديدًا في السنوات الأخيرة تعود ظاهرة فيديوهات “العجول الهربانة” لتنتشر بقوة على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، حيث يشاهد الجمهور مقاطع لعجول تهرب من أصحابها أو الجزارين في شوارع المدن، مما يثير موجة من الضحك والترفيه، لكنه في الوقت نفسه يفتح باب النقاش حول أبعاد هذه الظاهرة الاجتماعية والدينية.

ترفيه شعبي ومواقف كوميدية

فيديوهات “العجول الهربانة” يتخذها الكثير كمادة ترفيهية شعبية ينتظرها الملايين سنويًا، إذ تحمل في طياتها مواقف كوميدية وفوضوية في آنٍ واحد، حيث يظهر العجل وهو يهرب من أصحابه، يدخل محالًا تجارية، أو يسبب فوضى أثناء محاولات الإمساك به، لكن خلف هذه المشاهد الطريفة يكمن واقع أكثر تعقيدًا يستوجب الوقوف عنده.

تحذيرات دينية من السخرية

ولكن من الناحية الدينية، تحذر دار الإفتاء المصرية من التندر أو السخرية بمشاهد هروب الأضاحي، معتبرةً أن ذلك يتنافى مع تعاليم الإسلام التي تحث على الرفق بالحيوان والإحسان في الذبح، فالتفزيع والتعذيب النفسي للحيوان قبل الذبح أمر مرفوض شرعًا، ويخالف روح العيد ومقاصده، كما يؤكد علماء الدين أن التعامل مع الأضاحي يجب أن يكون وفق آداب شرعية تحفظ كرامة الحيوان وتراعي شعائر العيد، بعيدًا عن الفوضى والتعذيب.

انتشار واسع على منصات التواصل

أما من ناحية التفاعل على المنصات التواصل الاجتماعي المختلفة فقد تحولت فيديوهات “العجول الهربانة” إلى “تريند” سنوي على تلك المنصات يحقق ملايين المشاهدات، حيث تجذب تلك الملايين بسبب عنصر المفاجأة والكوميديا في هروب الحيوان من مصيره المحتوم، وهناك بعض الناشرين من يعيدون نشر مقاطع قديمة أو حتى تحريض الحيوانات على الهروب لإنتاج محتوى جديد يجذب ملايين المشاهدات كذلك، وهذا الاستغلال يثير مخاوف من استغلال الحيوانات لتحقيق مكاسب رقمية، وهو ما قد يعرض الناشرين لعقوبات على منصات التواصل بسبب انتهاك سياسات حماية الحيوانات.

وقائع متكررة في الشوارع المصرية

وتتكرر مشاهد هروب العجول في شوارع المدن المصرية سنويًا، حيث تظهر فيديوهات لعجول تهرب من أصحابها، تدخل محالًا تجارية، أو تهاجم المواطنين أثناء محاولات الإمساك بها، وهذا العام شهدت تلك الظاهرة انتشارًا واسعًا مع فيديوهات لعجول تهرب إلى البحر في الإسكندرية، أو تقتحم أماكن عامة، ما أثار موجة من السخرية والتعليقات الساخرة على مواقع التواصل.

دعوات إلى التوعية والمسؤولية

وفي ظل هذه التحديات، يدعو الخبراء إلى ضرورة التوعية بأهمية الرفق بالحيوان واحترام شعائر الأضحية، والالتزام بالضوابط الشرعية التي تحث على الرفق وعدم التفزيع. كما تؤكد الجهات الرسمية على تنظيم عمليات ذبح الأضاحي في أماكن مخصصة وتحت إشراف بيطري لتقليل الفوضى وحماية الحيوان، من جانب آخر، تُشدد على ضرورة مسؤولية مستخدمي ومنشئي المحتوى في منصات التواصل الاجتماعي بعدم استغلال الحيوانات أو نشر فيديوهات تحرض على العنف أو التفزيع، لما لذلك من أثر سلبي على المجتمع وقيمه.