وجيه يعقوب: العادات قد تختلف، لكن فرحة العيد تظل كما هي

تحدث الدكتور وجيه يعقوب، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الألسن جامعة عين شمس عن ذكرياته مع العيد.
الدكتور وجيه يعقوب
ويقول وجيه يعقوب: “الأعياد ليست مجرد مناسبات دينية نحتفل بها بعد توفيق الله تعالى لنا لأداء عبادة كلفنا بها، ولكنها إلى جانب ذلك تحولت إلى مناسبات اجتماعية مهمة ومحطة ضرورية لالتقاط الأنفاس وإعادة النظر فيما قدمناه، ودائما ما تكون مصدرا للفرحة والبهجة واجتماع شمل الأسرة، الأعياد بمثابة مكافأة للعبد ووقت جميل للاستجمام والراحة من أعباء العمل وزحام الحياة، ونسأل الله تعالى أن يعيدها علينا وعلى أوطاننا ونحن في أتم نعمة وعافية وأمن وأمان.
عيد الأضحى
ويضيف: “وترتبط ذكرياتي في العيد عادة بالقرية وبأسرتي الكبيرة وأيام الطفولة التي لا تفارقني؛ فقد كنا ونحن صغار ننتظر قدوم العيد بفارغ الصبر للخروج إلى ساحات اللعب والشوارع العامرة بالأطفال من مختلف الأعمار، وننتظر أخذ العيدية من الوالد والأقارب لشراء الحلوى والطعام، كما كنا نحرص على زيارة الأقارب والأصدقاء وتهنئتهم بالعيد وكان هذا من الأمور الواجبة التي لا يستطيع الواحد منا أن يتأخر عنها مهما كان عذره، ولأن القرية كانت صغيرة ولا تتسع لتحقيق ما نتطلع إليه في هذا اليوم فقد كنا نذهب إلى مدينة المنزلة، حيث مظاهر الاحتفال أكبر وتستمر لأكثر من يوم، لقد كانت الفرحة حقيقية ونابعة من القلب ربما لأن أحوال الناس الاجتماعية – على ما كانت عليه – كانت أفضل مما نحن عليه اليوم، وربما لأننا كنا أبرياء أنقياء لا نحمل هم الغد، ولا نتطلع إلى ما لا نملك وما لا نستطيع الوصول إليه”. ويكمل: “صحيح أن الكثير من الطقوس والعادات قد تغيرت اليوم، لكن فرحة استقبال العيد تبقى كما هي؛ فنحن نفرح بقدوم العيد ونحن في فضل من الله وستر، ونفرح بالعيد لأن الله تعالى وفقنا لأداء ما افترضه علينا ووعدنا الأجر والثواب، ونفرح بوجود الأهل والأبناء والأصدقاء حولنا، ونفرح لأننا نعيش في أمان في بلد الأمن والأمان، لذلك لا ينبغي أن نفوت هذه الفرصة تحت أي ذريعة، بل يجب أن تمدنا هذه المناسبة بطاقة إيجابية لنكمل الطريق، ومهما كانت الظروف التي نعلمها جميعا يجب أن نتفاءل ونتمسك بالأمل وأن نفرح في هذه المناسبة العظيمة.