من هي سيغريد أوندست، الحائزة على جائزة نوبل؟ إليكم أبرز محطات حياتها.

من هي سيغريد أوندست، الحائزة على جائزة نوبل؟ إليكم أبرز محطات حياتها.

في مثل هذا اليوم وتحديدا 10 يونيو لعام 1949 رحلت الكاتبة النرويجية سيجريد أوندست، بمدينة ليلهامر في النرويج، وتُعد من أبرز الروائيين في الأدب النرويجي، وتُعرف بشكل خاص بثلاثيتها الروائية “كريستين لافرانسداتر” (1920–1922)، التي تُعد من روائع الأدب النرويجي.

طفولة سيجريد أوندست

وُلدت سيجريد أوندست في 20 مايو 1882 بمدينة كالوندبورج في الدنمارك، وكان والدها، إنجفالد مارتن أوندست، عالم آثار، وقد نشأت في بيئة منزلية مشبعة بالأساطير والتراث وتاريخ النرويج، وهي تأثيرات حاضرة بوضوح في أعمالها، بدءًا من سيرتها الذاتية في كتاب إليفن آر (1934؛ “أحد عشر عامًا”)، وصولًا إلى قصة فرارها من النرويج تحت الاحتلال النازي، التي نُشرت أولًا بالإنجليزية بعنوان العودة إلى المستقبل (1942؛ النرويجية: العودة إلى المستقبل)، أما والدتها شارلوت أوندست فكانت دنماركية.

البدايات الأدبية

عملت سيجريد أوندست لعشر سنوات في مكتب شركة هندسة كهربائية في مدينة كريستيانا (أوسلو حاليًا)، وخلال تلك الفترة بدأت مسيرتها الأدبية، وكانت مهتمة منذ البداية بالرواية التاريخية، لكنها لم تجد قبولًا من أول ناشر عرضت عليه أعمالها، فنصحها بالكتابة عن موضوعات معاصرة، وهكذا صدر أول أعمالها “السيدة مارتا أوليه” (1907)، التي تناولت قصة امرأة عصرية تخون زوجها، وفي العام التالي نشرت مجموعة قصصية بعنوان “العمر السعيد”، تمحورت حول فتيات المدارس والنساء العاملات.تناولت رواياتها الأولى أوضاع النساء في الطبقة الوسطى الدنيا ضمن واقع غير رومانسي، ومن أبرزها “جيني” (1911) و”شظية من مرآة ساحرة” (1917؛ صور في مرآة)، ولكن في عام 1909، عادت أوندست إلى التاريخ ونشرت رواية “حكاية فيجا ليوت وفيجديس”، التي تدور في القرن الحادي عشر في آيسلندا والنرويج، وتحكي قصة اغتصاب وانتقام، ورغم أنها لا ترقى لمستوى أعمالها التاريخية اللاحقة، فإن الرواية أظهرت فهمها العميق لحياة النساء في العصور الوسطى، وقد حصلت بعد نشرها على منحة من رابطة الكُتّاب النرويجيين، فتركت عملها وسافرت إلى ألمانيا وإيطاليا، حيث التقت الرسام النرويجي أندرس كاستوس سفارستاد، وتزوجا عام 1912 وأنجبا ثلاثة أطفال، وانفصلا 1919، وانتقلت أوندست إلى مدينة ليلهامر.

التحفة الكبرى

في ليلهامر، كتبت أوندست تحفتها الأشهر، ثلاثية كريستين لافرانسداتر (1920–1922)، التي دارت أحداثها في النرويج خلال العصور الوسطى، وتكوّنت من أجزاء: الإكليل (1920)، سيدة هوسابي (1921)، والصليب (1922)، وعلى الرغم من أن الرواية متجذرة في الزمن الوسيط، فإنها تحكي قصة مصير امرأة، وتتابع تطور الشخصية الرئيسية، كريستين، من طفولة عنيدة إلى زواجها من رجل ساحر لكنه غير مسؤول، وصولًا إلى نضوجها كامرأة قوية، متواضعة، ومضحية. وفي هذه الثلاثية، كما في رباعية أولاف أودونسون (1925–1927؛ سيد هيستفيكن)، تظهر موضوعات دينية كالخطيئة، والأخلاق، والفداء، وعلاقة الإنسان بالله، وهي قضايا كانت محور اهتمام أوندست، وقد أشار تقرير لجنة نوبل في 1928 إلى هاتين السلسلتين بوصفهما أبرز أسباب منحها الجائزة.في عام 1924، تم فسخ زواجها من سفارستاد، وفي العام ذاته اعتنقت الكاثوليكية، ثم أصبحت عضوة علمانية في الرهبنة الدومينيكية عام 1928، وكان لهذا التحول الديني أثر واضح في أعمالها المتأخرة، التي عادت فيها للموضوعات المعاصرة، ومنها: زهرة الأوركيد البرية (1929)، الشجيرة المحترقة (1930)، إيدا إليزابيث (1932)، والزوجة الوفية (1936)، كما نشرت مقالات عن القديسين والشهداء، أبرزها مراحل على الطريق (1934)، الذي تضمّن بورتريهات لأشخاص مثل المتصوف الكتالوني رامون لول، والقديسة الإيطالية أنجيلا ميريتشي، والكاهن اليسوعي الإنكليزي روبرت ساوثويل، والشهيدة الإنجليزية مارجريت كليذرو.

المرحلة الأخيرة في حياة سيجريد أوندست

خلال الاحتلال النازي للنرويج، فرت سيجريد أوندست إلى الولايات المتحدة، حيث قضت بقية الحرب في إلقاء المحاضرات والكتابة دفاعًا عن وطنها وحكومته في المنفى، ومن بين أعمالها في تلك الفترة كتب للأطفال، مثل أيام سعيدة في النرويج (1942)، الذي جاء بناء على اقتراح من السيدة الأولى الأمريكية آنذاك، إليانور روزفلت، لتشجيع الكُتّاب المنفيين على تعريف الشعب الأمريكي بحياة الأطفال في بلدانهم.عادت أوندست إلى النرويج في عام 1945، ونالت وسام الصليب الأكبر من رتبة القديس أولاف من الحكومة النرويجية عام 1947، ومن أعمالها التي نُشرت بعد وفاتها سيرة ذاتية عن “القديسة كاترين السيانية” (1951)، ومجموعة من مقالاتها وخطاباتها أثناء الحرب (1952).