هل تسبّب المدرجات الفارغة في خطر على مونديال الأندية 2025؟

هل تسبّب المدرجات الفارغة في خطر على مونديال الأندية 2025؟

مع اقتراب انطلاق بطولة كأس العالم للأندية 2025 بنظامها الجديد بمشاركة 32 فريقًا وللمرة الأولى في الولايات المتحدة، تلوح في الأفق أزمة حقيقية تهدد الزخم الجماهيري المتوقع لهذا الحدث العالمي، الذي يُعد بمثابة “دوري أبطال” مصغّر يجمع أقوى أندية العالم.ورغم الحضور اللافت لأسماء كبيرة مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وبايرن ميونخ، إضافة لمشاركة إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي، وممثل الكرة العربية والإفريقية النادي الأهلي، إلا أن مبيعات التذاكر جاءت دون التوقعات، ما أثار قلقًا واسعًا لدى اللجنة المنظمة.

أسعار التذاكر.. من 350 دولارًا إلى 30 فقط

كانت بداية الأزمة مع طرح أسعار تذاكر المباراة الافتتاحية بين الأهلي وإنتر ميامي، والتي بدأت من 350 دولارًا، ما أثار موجة انتقادات حادة، دفع المنظمين لاحقًا إلى خفضها تدريجيًا، أولًا إلى 230 دولار، ثم إلى ما بين 30 و50 دولار فقط، أي بانخفاض يصل إلى 85%، في محاولة لإنقاذ الحضور الجماهيري المنتظر.ورغم الانخفاض، لا تزال بعض المباريات تُطرح بأسعار مرتفعة، حيث تصل تذاكر بعض اللقاءات إلى 140 و200 دولار، ما يعكس غياب استراتيجية تسعير موحدة وعادلة، ويضع علامات استفهام حول قدرة البطولة على جذب الجماهير محليًا ودوليًا.

الحضور الجماهيري دون المستوى.. وأرقام مقلقة

صحيفة The Sun البريطانية كشفت في تقرير لها أواخر مايو أن أقل من 20 ألف تذكرة فقط تم بيعها للمباراة الافتتاحية على ملعب “هارد روك” بولاية فلوريدا، والذي يتسع لـ65 ألف متفرج، وهو ما دفع المنظمين، بحسب The Times، إلى اللجوء إلى نظام “التسعير الديناميكي” لتقليل الأسعار حسب الطلب.وتُظهر المؤشرات أن الجاليات المحلية، خصوصًا من أمريكا الجنوبية، هي الأكثر شراءً للتذاكر حتى الآن، كما هو الحال في لقاء بايرن ميونخ ضد بوكا جونيورز في فلوريدا، الذي يشهد إقبالًا بفضل الحضور الأرجنتيني الكبير هناك. بينما لا يزال الإقبال ضعيفًا نسبيًا على مباريات إنتر ميامي، رغم تواجد ميسي.

تأشيرات، قيود أمنية، وغياب الحماس المحلي

تُعد صعوبة الحصول على التأشيرات الأمريكية إحدى أبرز العقبات التي منعت الجماهير الأجنبية، خاصة العربية من حضور البطولة، ما قلص كثيرًا من عدد الزوار القادمين من الخارج لدعم فرقهم، كما أثّر غياب الحماس المحلي للعبة كرة القدم، التي لا تُعد الرياضة الشعبية الأولى في الولايات المتحدة، على نسب الإقبال.وزادت الأوضاع الأمنية الأخيرة في ولاية كاليفورنيا، خاصة لوس أنجلوس، من تعقيد المشهد، حيث شهدت الولاية احتجاجات واضطرابات أثارت مخاوف أمنية لدى بعض المشجعين، خاصة وأن ميامي التي تحتضن مباريات إنتر ميامي تقع في الولاية ذاتها.

بطولة كبرى.. لكن التحديات كبيرة

رغم ضخامة الحدث وتاريخية النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية، إلا أن التحديات التنظيمية، والاقتصادية، والأمنية، قد تؤثر على النجاح الجماهيري للبطولة، وتطرح تساؤلات حول مدى جاهزية الولايات المتحدة لاحتضان أحداث كروية كبرى قبل استضافة كأس العالم 2026.

ملعب هارد روك