مدير “الهلال الأحمر”: قدمنا أكثر من 500 ألف طن من المساعدات إلى غزة

قالت آمال إمام، المدير التنفيذى للهلال الأحمر المصرى، إن المؤسسة لعبت دورًا محوريًا فى دعم الشعب الفلسطينى خلال أزمة الحرب الحالية فى غزة، مؤكدة أن المؤسسة كانت ولا تزال ذراعًا إنسانيًة داعمة للأشقاء منذ عام ١٩٤٨. وأوضحت آمال إمام، خلال حوارها مع «الدستور»، أن الهلال الأحمر المصرى أرسلت أكثر من ٣٥ ألف شاحنة مساعدات إلى الأشقاء فى غزة، تجاوزت كميتها نصف مليون طن. كما أشادت بالدور الكبير الذى تضطلع به السيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية، من خلال رئاستها الشرفية الهلال الأحمر المصرى. ■ حدثينا عن دور الهلال الأحمر المصرى فى أزمة غزة؟– «الهلال» كان لها دور كبير ومحورى فى الاستجابة لأزمات قطاع غزة، ليس فقط فى الأزمة الأخيرة، بل منذ عام ١٩٤٨ حتى اليوم، وعبر كل المراحل والأزمات التى تعرض لها القطاع، كانت حاضرة كمكون إنسانى أساسى وجهاز مساند وداعم للسلطات المصرية فى تقديم الدعم والمساندة للشعب الفلسطينى. ويتمثل دور «الهلال» فى تنسيق وإعداد المساعدات والخدمات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة، بما يشمل تجهيز المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والأدوية، وسيارات الإسعاف، والخدمات الإيوائية، كما تتولى «الهلال» تسهيل عمل المنظمات الأخرى التى تمر مساعداتها عبر معبر رفح، وتعمل كحلقة وصل بين الجهات المصرية والجهات الدولية والإنسانية المختلفة.كما أن «الهلال» تتولى التنسيق الدائم مع الهلال الأحمر الفلسطينى، حيث تحرص على تحديد الأولويات بشكل دقيق، لضمان وصول المساعدات الأكثر احتياجًا فى الوقت المناسب.وهذا التنسيق لا يقتصر فقط على التواصل مع المقر العام للهلال الأحمر الفلسطينى فى رام الله، بل يمتد ليشمل الفرع التابع له داخل غزة، بما يضمن فهمًا دقيقًا للاحتياجات اليومية على الأرض والتطورات الميدانية.بالتالى، فإن دور الهلال الأحمر المصرى فى أزمة غزة لا يقتصر على الدعم الميدانى فقط، بل يمتد ليكون شريانًا إنسانيًا يربط بين الشعبين المصرى والفلسطينى، ويسهم فى تخفيف المعاناة وتوفير سبل الحياة الكريمة قدر الإمكان فى ظل ظروف صعبة وقاسية.■ كيف يتم التنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطينى والمنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات إلى غزة؟– هناك تنسيق يومى ومستمر مع الهلال الأحمر الفلسطينى ومختلف المنظمات الإنسانية الدولية خاصة الأمم المتحدة، فى ظل القصف المستمر والنقص الشديد فى الاحتياجات الأساسية، حيث نعمل على تحديد الأولويات بالتشاور مع هذه الجهات.وهذه الأولويات عادة ما تتركز حول توفير الغذاء، والأدوية، والمستلزمات الطبية، والمواد الغذائية الخاصة بالإعاشة، حيث يلعب الهلال الأحمر المصرى دورًا محوريًا فى تجهيز المساعدات حسب هذه الأولويات، بالتنسيق الكامل مع نظيره الفلسطينى لضمان التوزيع الفعال داخل غزة.■ هل هناك خطط مستقبلية لتوسيع نطاق الدعم الإنسانى الموجه لغزة؟– بالتأكيد، نحن نعمل بشكل دائم على توسيع نطاق الدعم من خلال التواصل المستمر مع جميع المنظمات الإغاثية التابعة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وكذلك المنظمات العاملة فعليًا داخل غزة. وخططنا تشمل تعزيز الكفاءة اللوجستية، وتكثيف عمليات إرسال المساعدات، واستكشاف سبل جديدة للوصول إلى المناطق المنكوبة رغم التحديات الميدانية.■ ما حجم المساعدات التى قدمتها الهلال الأحمر المصرى لغزة حتى الآن؟– الهلال أرسلت نحو ٣٥ ألف شاحنة مساعدات حتى الآن، تحمل أكثر من نصف مليون طن من المواد الإغاثية، وهذه المساعدات شملت الغذاء، الماء، المستلزمات الطبية والعلاجية، سيارات الإسعاف، الوقود، المواد الإيوائية، مستلزمات النظافة الشخصية، وألبانًا وحفاضات أطفال، وغيرهاوكل شحنة يتم تجهيزها بناءً على احتياجات الطوارئ، وبالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطينى لضمان الأولوية لما هو أكثر احتياجًا.■ ما أبرز التحديات التى تواجه الهلال الأحمر المصرى فى إيصال المساعدات إلى داخل فلسطين؟– هناك تحديات كبيرة، أبرزها القيود المفروضة على حركة الشحنات بسبب الأوضاع الميدانية داخل غزة، ورغم فتح معبر رفح من الجانب المصرى بشكل مستمر، إلا أن الإغلاقات المتكررة من الجانب الإسرائيلى للمعبر مع الوضع الميدانى فى غزة يعقد عمليات الإغاثة.كما أن طبيعة المساعدات المطلوبة تتغير باستمرار مع تصاعد الأوضاع، ما يتطلب تخطيطًا عالى المستوى وتنسيقًا محكمًا مع جميع الجهات المصرية المعنية.■ كيف تستعد الهلال الأحمر المصرى للتعامل مع الكوارث والأزمات؟– لدينا غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة، وتقوم بدور غرفة الأزمات وجهاز الإنذار المبكر لأى طارئ، بالتنسيق مع السلطات المصرية، حيث نعمل على حشد المتطوعين، ورفع درجات التأهب، وتجهيز المستشفيات وبنوك الدم التابعة للهلال، بالإضافة إلى رفع كفاءة المخازن الاستراتيجية لضمان سرعة الاستجابة، حيث تعد «الهلال» عضوًا فى لجنة الأزمات والكوارث بمجلس الوزراء.وتتولى تنسيق مهمات الإغاثة وتنظيم نقل المستلزمات الإغاثية والإنسانية والطبية، والبحث عن المفقودين وجمع الروابط، والإشراف على نقل المحتجزين والعالقين واللاجئين، وتعبئة وتدريب والإشراف على المتطوعين، بالإضافة إلى القيام بحملات التبرع بالدم والتطعيمات، والمساهمة فى الإغاثة الطبية، وغيرها من المهام الأخرى.■ كم عدد المتطوعين لديكم؟– لدينا أكثر من ٣٥ ألف متطوع نشط خلال العام الجارى ٢٠٢٥، وهؤلاء المتطوعون يعتبرون ركيزة العمل الإنسانى، فهم ليسوا فقط منفذين للمهام، بل أيضًا وسطاء لتغيير السلوك داخل مجتمعاتهم، ويستطيع المتطوع أن يلاحظ الحاجة إلى التغيير، ويبدأ بتنفيذه عبر المبادرات والمشاريع، لذلك نحن نعتبرهم قادة مجتمعيين فى الميدان.■ كيف أسهمت زيارات قرينة الرئيس فى دعم جهود الهلال الأحمر المصرى؟– تولى السيدة انتصار السيسى الرئاسة الشرفية للهلال الأحمر المصرى أعطى دفعة قوية للغاية لدورها، حيث أجرت عدة زيارات لمقارها، وتابعت عن قرب جهود المتطوعين والمستفيدين، كما راعت العديد من المبادرات المجتمعية والصحية التى نفذتها، ما أتاح الوصول برسائل التوعية المنقذة للحياة إلى نحو ١٠ ملايين أسرة مصرية.كما أنها أكدت منذ توليها الرئاسة الشرفية أهمية توسيع قاعدة المستفيدين من الخدمات التى تقدمها «الهلال» فى الداخل والخارج، وركزت على ضرورة دعم جهود المتطوعين وتمكينهم.