من الضفة إلى النسيان.. واشنطن تقضي على آمال الدولة الفلسطينية

من الضفة إلى النسيان.. واشنطن تقضي على آمال الدولة الفلسطينية

قال مايك هكابي، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، إن الولايات المتحدة لم تعد تسعى إلى هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما وصفه محللون بأنه أوضح تخلٍّ حتى الآن عن أحد ركائز الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط.ورداً على سؤال خلال مقابلة مع بلومبرغ نيوز عمّا إذا كانت إقامة دولة فلسطينية لا تزال من أهداف السياسة الأمريكية، أجاب هكابي: “لا أعتقد ذلك”.

حاكم ولاية أركنساس السابق الذي اختاره ترامب

 
هكابي، الحاكم السابق لولاية أركنساس والذي اختاره دونالد ترامب ليكون مبعوثه إلى إسرائيل، ذهب إلى أبعد من ذلك باقتراح أن أي كيان فلسطيني مستقبلي يمكن أن يُقام في “دولة مسلمة”، بدلاً من أن يُطلب من إسرائيل التنازل عن أراضٍ.وقال هكابي: “ما لم تحدث تغييرات كبيرة تُغيّر الثقافة، فلا يوجد مجال لذلك”، ثم أضاف أن تلك التغييرات على الأرجح لن تحدث “في حياتنا”.وعندما تم الضغط عليه بشأن تطلعات الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث يعيش ثلاثة ملايين فلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، استخدم هكابي مصطلحات الحكومة الإسرائيلية، متسائلاً: “هل يجب أن تكون الدولة الفلسطينية في يهودا والسامرة؟” (في إشارة إلى الاسم التوراتي الذي تستخدمه إسرائيل للضفة الغربية).وفي حين كان ترامب في ولايته الأولى يتعامل بفتور نسبي مع فكرة حل الدولتين، ولم يُظهر موقفاً واضحاً بشأنها في ولايته الثانية، فإن وزارة الخارجية الأمريكية لم تُصدر تعليقاً فورياً على تصريحات هكابي.وقال محللون في شؤون الشرق الأوسط، إن التصريحات أكدت تحولاً كان متوقعًا إلى حد كبير.
قال خالد الجندي، الباحث في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورجتاون ومستشار سابق للمفاوضين الفلسطينيين: “هذا ليس مفاجئاً إطلاقاً، بالنظر إلى ما شهدناه في الأشهر الأربعة الماضية، بما في ذلك دعم الإدارة الصريح لطرد سكان غزة، وتبرير سياسات الاستيطان والضم الإسرائيلي”.
وأضاف: “هذه إدارة ملتزمة بمحو الفلسطينيين، جسديًا وسياسيًا. وكانت المؤشرات واضحة حتى في الولاية الأولى لترامب، عندما دعم نظريًا دولة فلسطينية لكنها كانت منزوعَة السيادة وتحت السيطرة الإسرائيلية الدائمة. على الأقل الآن، تخلوا عن التظاهر”. وقال يوسف منَير، مدير برنامج فلسطين/إسرائيل في المركز العربي بواشنطن، إن هكابي لا يقول شيئاً جديداً، بل يُجاهر بما تُظهره السياسات الأمريكية منذ عقود.
وأضاف:”مايك هكابي يقول بصوت عالٍ ما كانت السياسة الأمريكية تُمارسه عبر عقود ومن خلال إدارات مختلفة”.
“رغم التصريحات المتكررة بشأن دعم إقامة دولة فلسطينية، لم تُترجم تلك الالتزامات إلى أفعال، بل تم تقويضها باستمرار”.