أزمة الحريديم وأفول نتنياهو

تُصعّد الأحزاب الدينية في إسرائيل “الحريديم” تهديداتها بحل الكنيست وإسقاط الحكومة وقد أجرى نتنياهو مباحثات مع ممثلين عن تلك الأحزاب على خلفية قرار مجلس حكماء التوراة في حزب “أغودات يسرائيل” الانضمام إلى مشروع قانون ستقدمه أحزاب المعارضة الأسبوع المقبل لحل الكنيست، وبالتالي إسقاط حكومة نتنياهو، ورغم زعم نتنياهو إحراز تقدم كبير لحسم القضايا العالقة فإن تحالف “يهدوت هتوراة” قلل من أهمية هذا التفاؤل الذي تحدث عنه نتنياهو، وجدد تمسكه بموقفه بشأن مشروع قانون حل الكنيست وإذا ما أٌقرّ مشروع قانون حل الكنيست بالقراءات الثلاث فسيحدد موعد لإسقاط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة وفق الإجراءات القانونية المعمول بهاوكانت طفت على السطح مجددًا أزمة إجبار اليهود المتدينين «الحريديم» فى جيش الاحتلال وذلك بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بفرض تجنيد اليهود الحريديم فى الجيش، وهو قرار أحدث أزمة داخل المجتمع الاسرائيلى خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر والحرب التى يخوضها جيش الاحتلال الإسرائيلى قى قطاع غزة والتى تتسع رقعتها التى امتدت إلى الدخول فى حرب مع حزب الله فى جنوب لبنان واحتلال جبل الشيخ وجنوب سوريا وضرب الحوثيين فى اليمن.ومع الخسائر البشرية الكبيرة للجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة وجنوب لبنان والتى أشار إليها قادة جيش الاحتلال، مما دعا وزير الدفاع السابق يوآف جالانت إلى سن قانون جديد يلغى إعفاءات التجنيد والخدمة العسكرية التى يحظى بها اليهود المتشددون «الحريديم».ويُلزم القانون المعمول به حاليًا معظم الإسرائيليين بالخدمة فى جيش الاحتلال الإسرائيلى ماعدا طلاب المدارس الدينية اليهودية «الحريديم” الذى يتم إعفاؤهم منها منذ عقود وأصبح الإعفاء المعمول به منذ عقود محل خلاف واسع حاليًا فى إسرائيل، خاصة مع بداية الحرب على غزة وتزايد حدة الصراع مع حزب الله على الحدود مع لبنان وبات إعفاء «الحريديم» من الخدمة العسكرية أكثر إثارة للجدل، لأن الجيش الإسرائيلى يتألف فى الأغلب من جنود فى سن المراهقة وعدد من المدنيين الأكبر سنًا يتم استدعاؤهم للاضطلاع بالخدمة العسكرية الاحتياطية، فضلًا عن أنها خدمة منهكة بسبب الحرب متعددة الجبهات فى غزة وجنوب لبنان وسوريا واليمن.وقد عارض قادة من المتدينين اليهود التجنيد فى جيش الاحتلال الإسرائيلى، معتبرين أن دورهم يتمثل فى دراسة التوراة ويرى اليهود المتدينون الذين يشكلون 13 بالمائة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة أن الإعفاء من التجنيد هو أمر حيوى لمنع انصهار أفراد مجتمعاتهم المتدينة فى الجيش، وهو أمر قد يصطدم مع عاداتهم المحافظة ومعتقداتهم.بينما يعارض العلمانيون عدم تجنيد «الحريديم» فى الجيش الإسرائيلى، معتبرين أن ذلك يكسبهم ميزات عن باقى المجتمع الإسرائيلى تفوق ما يقدمون من خدمات لإسرائيل فقد اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن عدم تطبيق قرار المحكمة العليا بتجنيد المتدينين اليهود «الحريديم» «خيانة للجيش»، باعتباره أصبح قانونًا. موضحا أن تل أبيب فى حرب على 7 جبهات، وأن الجيش الإسرائيلى ليس لديه ما يكفى من الجنود، وإذا لم نقاتل معا فسوف نموت معًا كما اعتبر أفيجدور ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أن قرار المحكمة العليا يمثل خطوة مهمة على طريق التغيير التاريخى.ويعتبر قرار إجبار المتدينين اليهود على الدخول إلى التجنيد الاجبارى ما يعنى أن إسرائيل ليست دولة يهودية فقط حيث سيتم أيضا إجبار العرب داخل إسرائيل على الدخول إلى التجنيد الإجبارى فالحكومة الإسرائيلية تري إن إسرائيل اليوم ليست ما قبل 7 أكتوبر، وبالتالى كل من يحمل هويتها مجبر أن يشارك فى جيشها ومعاركها ما دام يحمل الهوية الإسرائيلية فهي تري أنها تحارب على ٧ جبهات وبالتالى تحتاج إلى كل فرد فى المجتمع الإسرائيلى سواء يهود متدينين أو علمانيين أو حتى غير يهود ماداموا يحملون الهوية الإسرائيلية أن يحاربوا فى صفوفهالكن قد تكون أزمة تجنيد “الحريديم” المسمار الأخير الذي يدق في نعش حكومة نتنياهو فحسب قراءتي يبدو أنه قد أن الأوان للتخلص من نتنياهو فاسرائيل تري أنها في مرحلة تحول كبير في مسألة وجودها وأمنها وبالتالي يجب التحول من الوضع الراهن وهو وضع الحرب والتى سوف ينتهي بانتهاء نتنياهو الي مرحلة ما بعد الحربكما أن نتنياهو إنتهي من كثير من المهام الموكلة إليه وهي إنهاء موضوع غزة والضفة الغربية ولبنان أما موضوع الرهائن فبمجرد الإنتهاء منه فإن التعامل مع غزة لن يتغير سواء بقيادة نتنياهو أو من بعده.
لأن غزة المخطط لها أن تكون لامريكا ومتعددة الجنسيات وبالتالي ستستمر حرب الاستنزاف بها وإدارتها خدماتيا، وسيتم مساعدة السكان على الهجرة وحشرهم في مواقع معينة من الصعب استمرار الحياة بها للاستعداد لتهجيرهمفضلا عن ان اي قيادة جديدة في إسرائيل تريد أن تستلم الحكم بشكل نظيف اي بدون حروب وبدون زعزعة أمن وهنا قد تكون انتهت مهمة نتنياهو لذا يجب إسقاطه بأي شكل من الأشكال سواء بالانتخابات أو عبر الجهات القضائية أو من خلال حل البرلمان” الكنيست الإسرائيلي” كخطوة أولي لإسقاط حكومة نتنياهوويبدو أن جميع التحليلات التي كانت تتصدر الإعلام العربي والعالمي والمعارضة الاسرائيلية الفترة الماضية والتي كانت تشير إلى أن نتنياهو متمسك بالسلطة وأنه يفكر بنفسه فقط ولا يهتم لما تؤول له الحرب على اسرائيل لأنه يعلم ان وجوده مرهون بوجود الحرب كما انه متهم بقضايا فساد قد يحاكم بسببها بعد تنحيه عن السلطة هذه الاسباب التي جعلته يتمسك بالسلطة قد تعجل بنهاية نتنياهو فضلا عن أن كثير من صانعي القرار في إسرائيل يرون أن دوره قد انتهي ويجب عليه تسليم الرايه لمن يأتي بعدهفنتنياهو قد أدي المهمة المطلوبه منه فقد تخلص من الفصائل الفلسطينية وأوسلو والسلطة الفلسطينية لكنه مازال يريد المزيد فنتنياهو يريد إنهاء الاسلام السياسي في الشرق الأوسط وبدأ يحصد النتائج التي سعى إليها منذ 7 اكتوبر بإنهاء حماس وغزة وقد تم له ذلك، وانهاء حزب الله وإبعاده الي ما بعد نهر الليطاني وتدمير الضاحية الجنوبيه للبنان،وبنفس الوقت يريد تطبيع مع الجيران العرب وخاصة السعودية وتدمير الحوثيين وتأميم البحر الاحمر لصالح امريكا واسرائيل وأوروبا والسعودية وخط تجاري اقتصادي من الهند حتى اسرائيل.كما يريد التخلص من سكان غزة على سنوات لصالح غزة المدينة الذكية والتي ستكون متعددة الجنسيات ولصالح الولايات المتحدة الأمريكية، واغراق الضفة الغربية لصالح الاستيطان وتحويلها إلى نموذج استيطاني وبنية تحتية كبيرة،وخط قطارات يصلها بتل أبيب ومنع توسع الفلسطينيون في أراضيهم لصالح مشروع” يهودا والسامرة ” الضفة الغربية، وتحويل القضية الفلسطينية من قضية تحرر إلى قضية اقتصادية وان يعيش الفلسطينيون كأقلية عربية مع إزدهار إقتصادي والتطبيع مع السعودية وهذا الهدف الماسي لإسرائيل.وفتح العالم العربي لليهود ونهاية الحروب مع إسرائيل والتي تريد ان تتصدر الشرق الأوسط، وقد انتهي من كثير من هذه الخطط وبقي المزيد لكن سمعته القذرة بسبب المجازر التي إرتكبها في قطاع غزة وقضايا الفساد العالقه به لا تؤهله أن يستمر لتنفيذ هذا المخطط،ولابد من قيادة جديدة تبدأ بصفحة جديدة ولا يكون لها ماضى سئ مع الفلسطينيين، لذا وجب علية تسليم الرايه لمن بعدة إيذانا لمرحلة نهاية نتنياهو.