أمريكا تبدأ عملية إخلاء دبلوماسييها من منطقة الخليج.. هل تثير الضربة الإيرانية قلقها؟

أمريكا تبدأ عملية إخلاء دبلوماسييها من منطقة الخليج.. هل تثير الضربة الإيرانية قلقها؟

ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت إجلاء دبلوماسييها وعائلات العسكريين من الشرق الأوسط وسط مخاوف من تصعيد مع إيران، حيث بدأت واشنطن عملية إجلاء تدريجية لموظفيها غير الأساسيين من سفارتها في بغداد، إلى جانب السماح لعائلات العسكريين الأمريكيين في بعض القواعد العسكرية في الخليج بالمغادرة الطوعية، في خطوة تعكس تزايد القلق الأمني داخل دوائر صنع القرار الأمريكي مع اقتراب موعد جولة حاسمة من المفاوضات النووية مع إيران.

سباق تحركات احترازية استعدادا لاحتمال حدوث تصعيد عسكري في المنطقة 

القرار، الذي أكده مسؤولون في وزارة الخارجية والبنتاجون، يأتي في سياق تحركات احترازية استعدادًا لاحتمال حدوث تصعيد عسكري في المنطقة، خاصةً بعد التهديدات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين إيرانيين بالرد الصاروخي على أي هجوم محتمل يستهدف المنشآت النووية الإيرانية.ويأتي هذا التطور بعد ثلاثة أيام فقط من اجتماع مغلق عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع فريقه للأمن القومي في منتجع “كامب ديفيد”، خصص بالكامل لمناقشة الملف الإيراني. وأفادت تقارير بأن الاجتماع تخلله تقييم لسيناريوهات التصعيد الإقليمي المحتمل وطرق حماية المصالح الأمريكية في المنطقة.في موازاة ذلك، أصدرت هيئة العمليات البحرية التابعة للحكومة البريطانية تحذيرًا للملاحة الدولية، لافتة إلى أن “التوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط قد تقود إلى تصعيد عسكري مفاجئ”، ونصحت السفن العابرة في الخليج العربي وخليج عمان ومضيق هرمز باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، مع ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مريب.وقالت نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إن عملية الإجلاء تأتي بعد مراجعة أمنية دورية أجرتها وزارة الخارجية وشملت تقييم الوضع العام في العراق والمناطق المجاورة. وأضافت أن “سلامة العاملين الأميركيين في الخارج تمثل أولوية قصوى للإدارة الأميركية”.من جانبه، أوضح مسؤول في وزارة الدفاع أن وزير الدفاع بيت هيغسيث وافق على مغادرة عائلات العسكريين الأميركيين من قواعد معينة في الخليج، مؤكدًا أن القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) تتابع الوضع لحظة بلحظة وتُجري تقييمات ميدانية مستمرة.كما أشار مسؤول في الخارجية إلى أن قرار تقليص عدد الموظفين في بغداد يستهدف “تقليل البصمة الأمريكية في العراق مؤقتًا”، في ظل الظروف الحالية التي تثير القلق.وفي ظل هذا المناخ المحتقن، أعلنت مصادر إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب إلى أقصى درجة، تحسبًا لاحتمالات اندلاع مواجهات مباشرة أو عبر وكلاء طهران في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله في لبنان والمليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق.وبينما تترقب العواصم الإقليمية والدولية مآلات الجولة المقبلة من المحادثات النووية، تتجه الأنظار إلى واشنطن وطهران لمعرفة ما إذا كانت التحركات الأخيرة مقدمة لتفاهمات جديدة أم بداية لانفجار عسكري كبير يعيد رسم مشهد الشرق الأوسط.