مثقفون يرفضون الابتزاز ضد مصر بقوافل مشبوهة.. حين تتحول المأساة الفلسطينية إلى شعارات على حافلات ضائعة.

ما المطلوب من مصر أن تفعله، بعد كل ما قدمته ومازالت تقدمه لأهالي غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر؟ ربما هذا مضمون وفحوي انتفاضة العشرات من المثقفين والكتاب المصريين والعرب، ورفضهم التام لما يسمي بـ”قافلة الصمود”.وندد العشرات من المبدعين بالبلدان العربية بإبتزاز مصر والهجمات الإعلامية المغرضة التي تتعرض لها، مؤكدين أن أصحاب الآراء الرافضة لهذه المواقف الإشارة إلي أن القافلة المزعومة تستهدف مصر بالأساس، وما هي إلا حصان طروادة لجماعة الإخوان الإرهابية.وهو ما سجله الكتاب عبر حساباتهم الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ونستعرضها في هذا التقرير.
ما المطلوب من مصر أن تفعله؟
بهذا السؤال استهل الروائي الجزائري، بشير مفتي، منشوره، لافتا إلي: “نعيش عربيا في فترة حرجة مليئة بالصرآعات الجيوسياسية والمخاطر الأمنية الكبرى وكل الدول العربية مهددة اليوم في وجودها وغزة هي مرحلة اختبار لبقاء شيء من الروح لهذه البلدان العربية التي يوحدها تاريخ طويل وآلام وأمال شعوبها في أن تجد يوما أمنها وطمأنينتها وتعيش بحرية وسلام لهذا لا داعي للكلام السيء عن مصر دولة وشعبا التي يقع على عاتقها اليوم حماية نفسها هي الآخرى من الشرور الصهيوأمريكية التي تتربص بها ويكفي مصر أنها رفضت تهجير شعب غزة إلى سيناء رغم ما قد يكلفها ذلك من ثمن باهض.
القضية الفلسطينية تُستعمل
ومن جانبه قال الفنان الكاتب حسين جبيل: “اختارت قافلة “الصمود” المغاربية أن تعبر آلاف الكيلومترات، لتكسر الملل الرمزي للنشطاء، في احتفالية فولكلورية ترتدي ثوب البطولة وتبيع الوهم كرسالة.حين تتحول المأساة الفلسطينية إلى فرصة لالتقاط الصور عند بوابة رفح، أو لرفع شعارات حماسية فوق حافلات تائهة، فاعلم أن القضية لم تمت، لكنها تُستعمل. وتساءل جبيل: ما جدوى “الصمود” إذا كان الفعل الوحيد هو الوصول إلى نقطة التفتيش ثم العودة بالبث المباشر؟ هو كمن بريد الحج بتجربة دينية بديلة، فيها مشقة الطريق، وتكبيرات، وصور، وشعور عارم بالسمو… ثم لايدخل الحرم.

هو كمن يرى بيتًا يحترق، فيمشي من قارته إليه سيرًا على الأقدام، وعندما يصل يقول لصاحبه: كنت عايز أواسيك بس الإطفاء مش من مهامي.هذه القوافل ليست دعمًا لغزة، بل دعامة نفسية للنشطاء – يطهرون بها ضميرهم، ويثبتون أنهم “فعلوا شيئًا”، ولو كان هذا الشيء مجرّد عبور صحراء بأعلام وشعارات.
يا شباب مصر ثقوا في جيشكم
وكتب الناقد الروائي سيد الوكيل: “ما تفعله ميلشيات ليبيا والجزائر هراء وغباء. لا يختلف عن ما فعلته حماس. فالوعي الإستراتيجي للميلشيات محدود، ويختلف عن وعي الجيوش وخبراتها الإستراتيجية.تعلمت هذا فترة تجتيدي سنة 73، ومشاركتي في تطهير سيناء من العدو الإسرائيلي.انتبهوا.نجحت حماس في القبض على 120 إسرائيلي لتقايض عليهم، ونجحت إسرائيل في إبادة نصف مليون فلسطيني بدون مقابل. تلك هي نتائج أي حماس ميلشياتي، غير مؤهل. يا شباب مصر، ثقوا في جيشكم، فتاريخه العسكري طويل: (48ـ 56ـ 67، 73.)..وتحيا مصر.

ما نوع الدعم الذي ستقدمه القافلة لغزة؟
وتساءل الناشر الباحث د. أحمد السعيد مستنكرا: “أنا بجد مش فاهم أوي موضوع القافلة، يعني ناس متضامنين مع غزة، فجايين من دول عربية يعدوا من حدود مصر، علشان يدخلوا غزة؟ هل مفيش طريق دخول تاني؟ إيه نوع الدعم اللي هيقدموه؟ ليه مصر بتتحط في جملة غير مفيدة في الموضوع ده؟ ما فيه الأردن وسوريا ولبنان والبحر، وهل احنا بنفتح المعبر ونقفله بمزاجنا بعيدا عن الاتفاقات الدولية؟مش مرتاح لأن الهجوم فجأة ينتقل على مصر، وكأنه شبه مقصود، ما يضغطوا على حكومات بلدانهم تضغط على إسرائيل ويروحوا طيران، الموضوع غريب ومريب.وفي منشور آخر له شدد السعيد علي: “هل تعلم إن بالنسبة للمصرين تأشيرة دخول دول المغرب العربي تونس والمغرب والجزائر أصعب في الحصول عليها من تأشيرة الاتحاد الأوربي.”
الناشطية كيانات غير مسئولة تجاه أي جهة
وقال المؤرخ د. شريف يونس: “من الآخر، لا أكن أي احترام لا للميليشياوية ولا للناشطية من الأساس. سواء كانوا يتحركون ببراءة أو لأسباب تانية، سواء من جيوبهم وعلى حسابهم أو على حساب صاحب المحل (أو أصحاب محلات متعددة)، ودايما فيه خليط من دا ودا، الميليشياوية وأنصارها والناشطية بصفة عامة هي كيانات غير مسئولة تجاه أي جهة غير نفسها، عبارة عن طاقة تخريب لا تحد منها سوى محدودية قدراتها، وبلا أي هدف واقعي أو معقول سوى ذاتها ومُثُلها العليا اللي هي أعراض لمشكلات أكتر منها قوة يمكن احترامها أو اعتبارها جزءا من أي حل من أي نوع للمشكلات دي.