هل تُعتبر سلالة “نيمبوس” أكثر خطورة من المتحورات السابقة لفيروس كورونا؟… مسؤول في الصحة يوضح.

هل تُعتبر سلالة “نيمبوس” أكثر خطورة من المتحورات السابقة لفيروس كورونا؟… مسؤول في الصحة يوضح.

قال الدكتور وجدي أمين، مدير عام الإدارة العامة للأمراض الصدرية بوزارة الصحة والسكان، إن المتحور الجديد من فيروس كورونا “NB.1.8.1″، المعروف باسم “نيمبوس”، أصبح محل متابعة من قبل منظمة الصحة العالمية، بعد انتشاره منذ اكتشافه لأول مرة في يناير 2025 بعدد من دول العالم، أبرزها الولايات المتحدة وأستراليا وتايلاند، ويُعد حاليًا المتحور الأكثر انتشارًا في الصين وهونج كونج.
وأوضح “أمين”، في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أن أحد التحديات التي تواجه تتبع هذا المتحور وغيره من سلالات كورونا يتمثل في انخفاض عدد الأشخاص الذين يخضعون لاختبارات الكشف عن الفيروس، ما يجعل من الصعب على الخبراء والجهات الصحية مراقبة حجم انتشاره بشكل دقيق.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية صنّفت “نيمبوس” كمتحور قيد المراقبة، وهو يشكل 10.7% من جميع التسلسلات الجينية المُقدّمة على منصة “GISAID”، التي تُعد المصدر الرئيسي عالميًا لتتبع التسلسلات الجينية للفيروسات المسببة للأمراض.
وأضاف الدكتور وجدى أمين، أن فيروس كورونا ما زال في حالة تطور مستمر، وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى تغير في ديناميكيات المتحورات بين يناير ومايو من العام الجاري، ففي بداية العام، كان المتحور “XEC” هو الأكثر انتشارًا على المستوى العالمي، يليه “KP.3.1.1″، لكن مع مرور الوقت، بدأت حصة “XEC” في التراجع لصالح متحور “LP.8.1″، الذي أصبح هو السائد في منتصف مارس، قبل أن يتراجع بدوره مع زيادة انتشار متحور “NB.1.8.1” منذ منتصف أبريل.
ولفت إلى أن أولى الحالات المؤكدة بالإصابة بمتحور “نيمبوس” سُجّلت في نهاية أبريل 2025، رغم رصد وجوده في بعض العينات المخبرية منذ بداية العام، مما يؤكد تأخر تتبع انتشاره نتيجة ضعف منظومة الرصد في بعض الدول.

الأعراض المصاحبة للمتحور

وحول الأعراض المصاحبة لهذا المتحور، قال الدكتور وجدي أمين، إن البيانات الحالية تشير إلى أن “NB.1.8.1” قد يكون أكثر قدرة على الانتقال مقارنة بالمتحورات السابقة، إلا أن منظمة الصحة العالمية لم ترصد أي دلائل على أن هذا المتحور يتسبب في أعراض أكثر حدة أو خطورة. 
وأضاف “تشير الأدلة العلمية إلى أن أعراض هذا المتحور تتشابه إلى حد كبير مع أعراض متحورات أوميكرون الأخرى، وتشمل الحمى، التعب العام، آلام العضلات، والتهاب الحلق”.
وأكد مدير عام الإدارة العامة للأمراض الصدرية، أن تصريح البروفيسور سوبهاش فيرما، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في كلية الطب بجامعة نيفادا، يعكس هذا التوجه؛ حيث أشار إلى أن “NB.1.8.1” لا يسبب مرضًا أشد مقارنة بالسلالات السابقة، رغم أنه يبدو أكثر قابلية للانتقال.
وفيما يخص فعالية اللقاحات المتوفرة حاليًا ضد هذا المتحور، أوضح الدكتور وجدي أمين أن التوقعات العلمية تشير إلى أن لقاحات كورونا المعتمدة ما زالت فعالة في الوقاية من الأعراض الشديدة التي قد تنتج عن الإصابة بمتحور “NB.1.8.1″، مؤكدًا أن التطعيم ما يزال يمثل الوسيلة الأهم لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وشدد على ضرورة الاستمرار في الالتزام بالإجراءات الوقائية، ومتابعة التطورات الخاصة بالمتحورات الجديدة، والتحديث المستمر للبيانات من خلال التعاون مع المنظمات الدولية، وذلك لضمان الجاهزية والاستجابة السريعة حال حدوث أي طفرات في الفيروس قد تهدد الصحة العامة