“عسلة”: طهران ترفض تقديم تنازلات سياسية لواشنطن والمفاوضات الأخيرة أظهرت الكثير (خاص)

“عسلة”: طهران ترفض تقديم تنازلات سياسية لواشنطن والمفاوضات الأخيرة أظهرت الكثير (خاص)

ذكرت الباحثة في الشأن الإيراني، سمية عسلة، أن تصاعد التوترات الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران كان أمرًا متوقعًا بالنظر إلى تعثر المفاوضات النووية التي جرت بوساطة عمانية على مدار عدة جولات، دون التوصل إلى نتائج ملموسة أو اختراقات حقيقية.

المفاوضات تتضمن قضايا أساسية وحاسمة 

وأضافت عسلة في تصريحات خاصة لـ الدستور، أن هذه المفاوضات، التي تضمنت قضايا أساسية وحاسمة، كشفت عن خلافات جوهرية بين الطرفين، منها القضايا المتعلقة بتصفير البرنامج النووي الإيراني، ورفض إيران التخلي عن برنامجها الصاروخي. وأشارت إلى أن هذه المطالب تعتبرها إيران غير منطقية، خاصة أن طهران ترى أن هذه الشروط تعجيزية، وتهدف إلى تقليص استقلالها السيادي في المجالين النووي والصاروخي.وأشارت عسلة إلى أن إيران قد حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال التكنولوجيا النووية، إذ أصبحت تمتلك تقنيات متقدمة مثل أجهزة الطرد المركزي من نوع “IR-6” و”IR-7″، بالإضافة إلى ذلك، أحرزت طهران تقدمًا كبيرًا في مجال الأبحاث النووية داخل الجامعات الإيرانية، التي تلعب دورًا محوريًا في تطوير برامجها النووية. ولفتت إلى أن هذا التقدم العلمي والفني يُظهر أن إيران قد أنشأت بنية قوية في مجال الطاقة النووية، الأمر الذي يشكل تحديًا للضغوط الخارجية عليها من قبل القوى الكبرى.ولفتت عسلة إلى أنه لا يمكننا تجاهل التحالف الاستراتيجي بين إيران والصين، والذي أصبح يشكل حجر زاوية في السياسة الإيرانية، وأوضحت أن الصين لعبت دورًا محوريًا في إنعاش الاقتصاد الإيراني أثناء فترة العقوبات الأمريكية، من خلال شراء النفط الإيراني المهرب بأسعار منخفضة، مما ساعد إيران على الصمود في وجه العقوبات. وأشارت إلى أن هذا التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات التسليح والطاقة، جعل إيران أقل عرضة للضغوط الأمريكية.أما بالنسبة للموقف الأمريكي، أضافت الباحثة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتبر أن إيران قد قطعت شوطًا طويلًا في مجال تطوير قدراتها النووية والصاروخية، وتعد التحركات الأمريكية الأخيرة، مثل تخفيف التواجد العسكري في بعض المناطق مثل سوريا والعراق، محاولة لتقليل الاستفزازات المباشرة، رغم أن ذلك قد يفسح المجال لظهور تهديدات من بعض الجماعات الإرهابية. وأكدت أن هذه التحركات هى جزء من الاستراتيجية الأمريكية الأوسع للضغط على إيران من أجل تقديم تنازلات قبل التوصل إلى اتفاق نووي نهائي.ومن جانبها، فإن إيران تواصل التأكيد على رفضها لأي محاولات للحد من سيادتها الوطنية أو تقليص قدرتها على الحفاظ على أمنها القومي، و جاء التصريح الأخير لقائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، مؤكدًا على أن البرنامج الصاروخي الإيراني هو جزء أساسي من الأمن القومي للبلاد، وأن أي مسعى لتقليص هذا البرنامج مرفوض تمامًا.
وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية، أوضحت عسلة أن هناك ضغطًا متزايدًا على إيران من قبل إسرائيل، التي تسعى بدورها إلى تحقيق مصالحها الأمنية. في هذا السياق، قالت عسلة إن الضغوط الإسرائيلية على إيران في مجال الملف النووي والصاروخي تبدو كجزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى تقليص قدرات إيران في هذا المجال. ومع ذلك، فإن هذا التصعيد يتزامن مع تحولات داخلية في إسرائيل، لا سيما في ظل التوترات السياسية المتعلقة بالحكومة الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن مستقبل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة يتطلب توازنًا دقيقًا بين التنازلات السياسية والحفاظ على الأمن القومي الإيراني.