انتظر لحظة!

انتظر لحظة!

اختلفت ملامح العصر، وسرعة إيقاعه، وضرورى أن نواكب، فى الفعل كما رد الفعل، تعلمت يومًا درسًا أصله مثل إنجليزى ورسالته «استنى دقيقة»، فلا تتعجل رد الفعل فى مواجهة أى موقف، انتظر دقيقة لتفكر أولًا، والدقيقة حسب الموقف ممكن تكون ساعة أو يوم أو أسبوع، استوعبت الدرس ودربت نفسى عليه، وكلما مرت الأيام كلما اقتنعت باحتياجنا لحكمته، وخاصة فى مواجهة هدير السوشيال ميديا من أخبار وحوادث وتريندات، وفى محاولة لمواكبة التجديد فى الكتابة بما يوافق إيقاع العصر، فكرت فى هذه المساحة «استنى دقيقة!»، نقف فيها أسبوعيًا أمام 7 مشاهد، نتكلم عنها فى 7 فقرات، على وجه السرعة والاختصار واجتهاد الحكمة معًا.
 حسنًا فعلت الحكومة الإيرانية بتغيير اسم شارع خالد الإسلامبولى بالعاصمة طهران فى إطار تحسين علاقاتها مع مصر، الخطوة وإن جاءت متأخرة إلا أنها كانت ضرورية، وجاءت كواحدة من أهم نتائج زيارة وزير خارجية إيران عباس عراقجى مؤخرًا إلى القاهرة، والتى امتدت حد قيامه بجولات شعبية خارج الإطار الرسمى، الشرق الأوسط على صفيح ساخن، والمرحلة واحدة من مراحل تحولاته التاريخية، وإعادة تشكيله جارية على قدمٍ وساق، والسياسة دائمًا هى فن الممكن، والممكن الآن وسط أجواء تحرش سياسى غير مسبوق، أن تتوافق كبرى دول منطقة الشرق الأوسط مصر وإيران وتركيا فى مواجهة الحلف الصهيونى، وضبط النفس يظل السلاح الأقوى مهما اشتدت الضغوط.
 وقع الرئيس عبد الفتاح السيسى تعديلات بعض أحكام انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب المنتظرة هذا العام، ورغم تحفظات المتابعين على ما تحكمه هذه التعديلات من قيود على حركة العمل السياسى وفرص المعارضة المصرية فى التمثيل داخل البرلمان بمجلسيه، إلا أن المشاركة بفاعلية من المعارضة -الوطنية- المصرية مطلوبة بقوة حرصًا على استثمار الفرص المتاحة، التجربة الحزبية المصرية تاريخها طويل، ويخطئ من يحسبها فقط على طورها الثانى فى السبعينيات، فقبل ثورة يوليو كانت أكثر ثراءً وثقلًا وتأثيرًا، والساحة الآن مفتوحة ولا مانع من نشاط الأحزاب والتكتلات طالما جاءت فى الأطر القانونية، خذوا الأمور بجدية واشتغلوا طول الوقت لا فقط بمناسبة أى وكل انتخابات.
 افتتاح المتحف المصرى الكبير مطلع يوليو المقبل حدث تاريخى استثنائى بكل معنى الكلمة، واستثماره على كافة المستويات لا بد وأن يكون شاغلًا لنا جميعًا كلٌ فى موقعه، وخاصةً فيما يتعلق بإعادة التأسيس للهوية المصرية، المستهدفة -وأيضًا المهدرة- طوال سنوات طويلة ماضية، آن أوان التأكيد على أن هوية هذا البلد ليست إلا مصرية، وهى الآن فوق أى وكل اعتبار، انتماءات مصر العربية والإسلامية والإفريقية محل اعتبار بقدر أهميتها وفقًا لمنطلقات الأمن القومى، لكن الهوية مصرية خالصة فى النهاية، مصر لها خصوصيتها بعمق تاريخها وحضارتها وثقافتها، وهى فى هذا لا تشبه أحدًا فى محيط انتماءاتها، بينما يمكن تصنيفهم جميعًا فى مجموعات متشابهة.
 عطلة عيد الأضحى المبارك كانت طويلة، ومع ذلك لم نشهد انطلاق المصريين المعتاد بحدائق القاهرة ومتنزهاتها، الشواهد كما رصدتها منصة «تفصيلة» أن العطلة سبقت امتحانات الثانوية العامة مباشرةً، إغلاق حديقة الحيوان بالجيزة للتطوير، ارتفاع أسعار تذاكر ومطاعم ممشى أهل مصر، غلق مدخل الأهرامات القديم واستبداله بمدخل طريق الفيوم، ارتفاع أسعار الحدائق والسينمات والمأكولات والمشروبات، متوسط تكلفة الخروج لأسرة 5 أفراد من 1000-3000ج، وأجور مايو مطلوب أن توفى احتياجات الأسر قبل العيد وخلاله وبعده حتى أجور يونيو، الغلاء إذًا هو المتهم الأول فى إفساد فرحة المصريين بالعيد، والحكومة المصرية كانت واقعية جدًا فلم تستطع تصدير مانشيتات عطلة العيد وصوره التاريخية الشهيرة. 
 تحتضن نقابة الفنون التشكيلية غدًا الإثنين فى السابعة مساءً حفل توقيع كتاب «زيارة إلى متحف الأبدية» لمؤلفه الشاب أحمد صلاح فتحى، وفيه يرصد سيرة رواد الفن التشكيلى فى سردٍ أدبى لا يقل روعةً عن أعمالهم الفنية الخالدة، يناقش المؤلف فى كتابه نقيب التشكيليين الفنان طارق الكومي، والناقد الفنى المخضرم محمود عبد الشكور، أكثر ما لفت نظرى فى هذا الكتاب هو تذوق شاب عشرينى من محافظة الشرقية وخريج كلية الطب البيطرى للفن التشكيلى، وإلى حد الشغف برصد أنواعه ومدارسه وسيرة رواده، وأيضًا حماسه فى التواصل به مع محيطه، وهو ما يؤكد مجددًا قناعتى بقيمة الفن وتأثيره فى رفع الوعى وتهذيب الوجدان.
 أتابع باهتمام مشوار الفنان المجتهد محمد فراج الممتد نحو عشرين عامًا الآن، وألحظ تطور اختياراته وتشخيصه الناضج حاليًا تزامنًا مع عمره الأربعينى، وأجده الحقيقة من أشد الموهوبين بين أبناء جيله، شاهدت له فى رمضان الماضى «منتهى الصلاحية» وكان عملًا متميزًا فى طرحه لظاهرة تطبيقات المراهنات الإلكترونية وأيضًا فى إخراجه وإيقاعه وأداء فريق العمل به، وانتهيت الأسبوع الماضى من مشاهدة «بطن الحوت» بطولته أيضًا ويدور فى عالم تجارة المخدرات، انتبهت أكثر فى المسلسلين لأداء «فراج» فوجدته متأثرًا جدًا فى لغة جسده بالزعيم عادل إمام، المشية، حركة الرأس والأكتاف، تشابك اليدين، حك اليد بالأنف، ونظرة العين والابتسامة، انتبه يا فنان لفرط التأثر.
 انطلقت فجر اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية بطولة كأس العالم للأندية فى نسختها الجديدة الأولى، والتى تضم 32 فريقًا من الاتحادات القارية الستة مقسمة لثمان مجموعات، تستمر البطولة شهرًا كاملًا من منتصف يونيو حتى منتصف يوليو، ويشارك  الأهلى ممثلًا لإفريقيا مع الوداد المغربى والترجى التونسى وصن داونز الجنوب إفريقى، فى البطولة يواصل الأهلى ريادته ممثلًا لمصر فى هذا المحفل الرياضى العالمى، ويواجه تحدى إثبات الوجود وسط الكبار، بعد انتهاء موسم محلى مشحون، وتحت قيادة الكوتش الإسبانى جوسيه ريفيرو فى اختباره الأول الصعب مع الفريق، وفى صحبة من النجوم دوت أصداء صفقاتها حد السماء فى الآونة الأخيرة، نترقب دخول الأهلى تاريخ البطولة.

وسوم: