شمص لـ”الدستور”: تهديدات أمريكا وإسرائيل تستهدف إجبار إيران على التنازل في ملفها النووي.

قال الكاتب الصحفي محمد شمص الخبير في الشأن الإيراني إن سحب بعض الدبلوماسيين الأمريكيين من سفارات الولايات المتحدة في العراق ومنطقة الشرق الأوسط، والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية المتزايدة تجاه إيران هدفها واضح وهو تقديم تنازلات. وقال شمص خلال حديثه لـ “الدستور”، إن قرار الولايات المتحدة بسحب بعض دبلوماسييها يأتي في سياق استخدام ورقة الضغط على إيران في المفاوضات النووية.
الولايات المتحدة تهدف إلى دفع طهران إلى تقديم تنازلات
وأضاف أن الولايات المتحدة تهدف إلى دفع طهران إلى تقديم تنازلات، خصوصًا فيما يتعلق بملف تخصيب اليورانيوم، وذلك من خلال التهديدات المستمرة من قبل واشنطن وتل أبيب.
العرض الأمريكي يتطلب “تصفير” تخصيب اليورانيوم داخل إيران
وأوضح “شمص” أن هذه التهديدات تأتي في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن محاولة إجبار إيران على قبول العرض الأمريكي، الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والذي يتطلب “تصفير” تخصيب اليورانيوم داخل إيران. وأكد أن إيران رفضت هذا العرض بشكل قاطع، حيث صرح المرشد الأعلى علي خامنئي، أن هذا الاقتراح يتعارض مع مبدأ استقلال إيران وسيادتها الوطنية.وأضاف شمص أن تخصيب اليورانيوم يعد جزءًا أساسيًا من دورة الوقود النووي، وأن برنامجًا نوويًا إيرانيًا بدون هذا الوقود لن يكون ذا جدوى، مشبهاً إياه بسيارة لا تحتوي على وقود. وأشار إلى أن إيران ترفض رفضًا قاطعًا أي محاولات لوقف التخصيب، وهو أمر تعتبره حقًا سياديًا.
وفيما يتعلق بالرد الإيراني على المقترح الأمريكي، أشار شمص إلى أنه لم يتم تقديم الجواب النهائي بعد، موضحًا أن إيران سترد رسميًا على هذا العرض في الجلسات المقبلة، والتي يُتوقع أن تكون يوم الجمعة أو الأحد المقبلين.
التهديدات الإسرائيلية جزء من حرب نفسية تهدف إلى زيادة الضغط على إيران
وبخصوص التهديدات الإسرائيلية، أكد “شمص” أن تلك التهديدات هي جزء من حرب نفسية تهدف إلى زيادة الضغط على إيران، ولكن أضاف أن إسرائيل قد تكون بصدد تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، سواء تم التوصل إلى اتفاق بين إيران وأمريكا أم لا، مشيرا إلى هناك اعتقادًا قويًا في إسرائيل بأن الفرصة الحالية هي الأنسب لتنفيذ هذه الضربة، بالنظر إلى الأوضاع الداخلية والخارجية.وأشار إلى أن الرد الإيراني سيكون قويًا وسريعًا، متوقعًا أن تتلخص المواجهة في ضربات صاروخية إيرانية قاسية ضد أهداف إسرائيلية في حال كان هناك اتفاق بين أمريكا وإيران، أما إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن التصعيد العسكري قد يمتد ليشمل مواجهات أوسع بين إيران والولايات المتحدة، حيث قد تتورط الأخيرة بشكل مباشر في العدوان الإسرائيلي ضد إيران.وأكد “شمص” في ختام تصريحه أن أي عدوان إسرائيلي على إيران لن يكون إلا بتنسيق ودعم أمريكي لوجستي، رغم أن الولايات المتحدة ستسعى لإظهار نفسها على أنها غير معنية بالهجوم، مؤكدة تمسكها بالحوار والحلول الدبلوماسية.وأشار شمص إلى أن التوترات في المنطقة قد تزداد في حال فشل الجهود الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث أن التصعيد العسكري سيكون الخيار الأرجح.