نتنياهو يحاول الاستفادة من “الفرصة الطارئة” لتوجيه ضربة لإيران.. والولايات المتحدة تحذر

نتنياهو يحاول الاستفادة من “الفرصة الطارئة” لتوجيه ضربة لإيران.. والولايات المتحدة تحذر

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن إسرائيل تدرس بشكل جدي إمكانية شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، في محاولة لوقف ما تعتبره تهديدًا وجوديًا يتمثل في احتمال حصول طهران على سلاح نووي.وأوضحت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن أي ضربة عسكرية من هذا النوع قد تؤدي إلى إشعال صراع كبير في المنطقة، وربما يؤدي إلى تدخل الولايات المتحدة، رغم أن الأخيرة تحاول في الوقت الراهن التوصل إلى اتفاق دبلوماسي جديد مع طهران.ونوهت بأن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين يعتقدون أن إسرائيل تُظهر مؤشرات واضحة على استعدادها لتنفيذ ضربة ضد إيران، رغم جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإبرام اتفاق نووي جديد مع طهران.كما أشارت إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت مؤخرًا أن إيران لم تعد تمتثل لالتزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، في أول توبيخ من نوعه منذ عقدين، وهو ما قد يشعل الموقف أكثر.

إيران أضعف… والفرصة قد لا تتكرر

وأضافت “نيويورك تايمز”، أن التقديرات الإسرائيلية تفيد بأن إيران أصبحت أضعف من ذي قبل، لا سيما بعد الهجوم الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من حرب طاحنة في غزة أثّرت على حماس وحزب الله.ونوّهت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يرى أن ضعف إيران الحالي يمثل “فرصة مؤقتة”، يجب على إسرائيل استغلالها قبل أن تستعيد طهران قدراتها العسكرية والدفاعية.ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله في خطاب ألقاه في أبريل الماضي: بطريقة أو بأخرى، إيران لن تمتلك سلاحا نوويا.كما لفتت إلى أن إسرائيل نجحت خلال العام الماضي في إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية عبر سلسلة من الضربات الجوية، ما يمنح سلاح الجو الإسرائيلي قدرة أفضل على تنفيذ ضربات جوية واسعة ضد إيران، دون التعرّض لخطر كبير.

ترامب يرفض التصعيد

وقالت “نيويورك تايمز” إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي من الإقدام على أي عمل عسكري ضد إيران في الوقت الراهن، معتبرًا أن مثل هذا التصعيد قد يعرقل مفاوضات الاتفاق النووي الجديد.وأشارت إلى أن ترامب، الذي سبق له أن انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقّعته إدارة أوباما، يسعى حاليًا إلى إبرام صفقة جديدة مع إيران، تقلّص من قدراتها النووية دون أن تجرّ الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.وكشفت الصحيفة الأمريكية، أن مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أجرى محادثات سرية مع مسؤولين إيرانيين في كل من عمان وروما، ضمن جهود الوساطة. ومن المقرر أن يعود إلى سلطنة عمان مجددًا هذا الأسبوع لاستئناف المحادثات.وقالت الصحيفة، إن ترامب أبلغ إسرائيل في مايو الماضي بأن واشنطن لن تدعم أي ضربة عسكرية ضد إيران، موضحًا أن المفاوضات تمر بمرحلة حساسة. ونقلت عنه قوله: أخبرت نتنياهو أن تنفيذ هجوم الآن سيكون تصرفًا غير مناسب لأننا قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق.

صراع قديم وتاريخ من المواجهات غير المباشرة

وأكدت الصحيفة أن جذور العداء بين إيران وإسرائيل تعود إلى عقود مضت، حيث تعهدت القيادة الإيرانية منذ قيام الجمهورية الإسلامية بتدمير إسرائيل، بينما دعمت طهران حركات المقاومة مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، في إطار ما تعتبره جبهة مقاومة.وأوضحت أن البلدين تبادلا الهجمات العلنية مرتين خلال العام الماضي. ففي أبريل 2024، شنّت إسرائيل غارة جوية في سوريا أسفرت عن مقتل قادة أمنيين إيرانيين، فردّت طهران بإطلاق مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ باتجاه إسرائيل، التي ردّت بدورها بضرب أهداف داخل الأراضي الإيرانية.وأضافت الصحيفة أن إيران أطلقت لاحقًا أكثر من 150 صاروخًا باتجاه إسرائيل ردًا على اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، وإسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، والذي قُتل في طهران. وتبع ذلك قصف إسرائيلي واسع استهدف الدفاعات الجوية الإيرانية.

هل تستطيع إسرائيل تنفيذ الهجوم بمفردها؟

ونوّهت نيويورك تايمز بأن إسرائيل تملك قدرات عسكرية متقدمة، إلا أن تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل سيكون تحديًا معقدًا، خصوصًا أن بعض المواقع الإيرانية محصّنة داخل جبال وتحتاج إلى قنابل خارقة للتحصينات.وأشارت إلى أن الولايات المتحدة رفضت سابقًا تزويد إسرائيل بهذا النوع من الأسلحة، ما يعني أن نجاح أي هجوم إسرائيلي يعتمد بدرجة كبيرة على الدعم الأمريكي اللوجستي والعسكري، ليس فقط في تنفيذ الضربة، بل في التصدي لأي رد إيراني محتمل.واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن إسرائيل تدرك صعوبة هذه المهمة، لكنها ترى أن الوقت الحالي قد يكون الأنسب، طالما أن إيران في وضع أضعف، وحلفاؤها مثل حزب الله وحماس قد تلقوا ضربات قاسية.