المتحف المصري الكبير: أضخم متحف شامل لتاريخ الحضارة المصرية القديمة.

يصنف المتحف المصرى الكبير، والذى سيتم افتتاحه رسميًا فى 3 يوليو 2025، واحدًا من أهم وأكبر صرح ثقافى فى تاريخ الدولة المصرية الحديثة، بل ولن أبالغ لو كتبت أنه من أكبر المشروعات الثقافية فى العالم.
يقع على بعد 2 كم فقط من أهرامات الجيزة.. أحد عجائب الدنيا السبع، وهو ما يجعله صورة مجسدة للحضارة المصرية القديمة، ومشروعًا ثقافيًا وسياحيًا فائق الأهمية. بدأ العمل فيه سنة 2002، واستغرق تنفيذه 23 سنة، بتكلفة تجاوزت 1.2 مليار دولار، بمشاركات واسهامات محلية ودولية واسعة.يقع المتحف المصرى الكبير على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 51.472 قطعة أثرية منها ما سيعرض للمرة الأولى، من أبرز هذه المقتنيات: الدرج العظيم الذى يضم 72 تمثالًا ضخمًا. ومتحف خاص لمراكب الشمس للملك خوفو على مساحة 4 آلاف متر مربع. ومسلة ضخمة معلقة بوزن 110 طن. و5.340 قطعة أثرية لمقتنيات الملك توت عنخ أمون بما فيه قناعه الذهبى الشهير، وتوابيته، وسريره، وعجلاته الحربية، وملابسه، ومجوهراته، وأدواته اليومية. والتى سيتم عرضها للمرة الأولى كاملة فى مكان واحد. ويضم المتحف تمثالًا ضخمًا للملك رمسيس الثانى فى البهو الكبير، وهو يعتبر واحدًا من أكبر التماثيل التى تم نقلها وترميمها بدقة.ويضم المتحف أيضًا، مكتبة رئيسية على مساحة 1100 متر مربع، ومكتبة الكتب النادرة بمساحة 250 متر مربع، ومكتبة المرئيات على مساحة 325 متر مربع. بالإضافة إلى خدمات تضم 8 مطاعم، وحديقة ترفيهية على مساحة 58 ألف متر مربع، وحديقة للطفل على مساحة
8 آلاف متر مربع، وجراج للسيارات على مساحة 30 ألف متر مربع.أقول بكل فخر، أن الأهمية التاريخية للمتحف المصرى الكبير.. لا تقدر بثمن، فهو أول متحف فى العالم يتم تخصيصه بالكامل لعرض حضارة واحدة هى الحضارة المصرية القديمة. تم تصميم المتحف بحيث يمكن الزائرين من زيارة عصور ما قبل التاريخ والممالك القديمة والوسيطة والحديثة. والملاحظ، اعتماد المتحف فى عرضه على أحدث تقنيات العرض المتحفى التفاعلى، وهو ما يتيح للزائرين، خاصة الشباب، التفاعل مع المعروضات بطريقة تعليمية مبتكرة.المتوقع أن يستعيد المتحف الكبير رسم خريطة السياحة المصرية حيث تشير التوقعات إلى أنه سيجذب أكثر من 8 ملايين سائح وزائر سنويًا، خاصة أن موقعه المتميز بالقرب من أهرامات الجيزة، يجعله محطة رئيسية لا غنى عنها لكل زائر وسائح إلى القاهرة. ولذا تم تجهيز المنطقة المحيطة بالبنية التحتية واللوجستية اللازمة من طرق وفنادق ومرافق لخدمة الزوار والسائحين.يشكل المتحف منارة ثقافية جديدة للبحث العلمى حيث يحتوى على أضخم مركز لترميم الآثار فى العالم، ومكتبة متخصصة، وقاعات للمؤتمرات والمعارض المؤقتة. وهو ما يجعله.. ليس مجرد متحفًا يمثل مكانًا للعرض، بل صرح شامل ومتكامل.. تستهدف الحفاظ على التراث ونقله إلى الأجيال القادمة.أرى أننا أمام مشروعًا ًوطنيًا.. يعكس صورة مصر المعاصرة التى تعتز بتاريخها وتعمل على مواكبة العصر، وليس مجرد متحف. يتميز بالتصميم المعمارى المذهل، ومع استخدام التكنولوجيا الحديثة، وهوما يجعل من زيارته تجربة فريدة تجمع بين التشويق والمعلومات. كما أنه يمثل فرصة عظيمة لتقديم مصر للعالم كدولة حضارية متقدمة تهتم بتراثها الثقافى وتعمل على تطويره.نقطة ومن أول الصبر..
افتتاح المتحف المصرى الكبير.. سيكون لحظة تاريخية فارقة للتراث الإنسانى العالمى المعاصر، وليس لمصر فقط. يمثل افتتاحه.. ماض عريق وحضارة متجددة وتكنولوجيا متطوره.. تواكب تحديات الذكاء الإصطناعى.