فاروق جويدة يتناول موضوع “استنساخ مصر”: الثقافة العربية ولدت في القاهرة والفنون لا تزدهر بعيدًا عن نيلها.

فاروق جويدة يتناول موضوع “استنساخ مصر”: الثقافة العربية ولدت في القاهرة والفنون لا تزدهر بعيدًا عن نيلها.

في مقال جديد حمل عنوان “استنساخ مصر”، أكد الشاعر والكاتب الكبير فاروق جويدة أن مصر كانت وما زالت القلب النابض للثقافة والفنون العربية، مشددًا على أن كل مسيرة فنية عربية عبرت من القاهرة، ومن يدّعي غير ذلك فهو يغالط حقائق التاريخ والإبداع.واعتبر جويدة أن “وطنًا بلا تاريخ هو إنسان بلا ذاكرة”، محذرًا من محاولات بعض الشعوب لافتعال تاريخ لا تملكه، أحيانًا عبر السطو على تراث الآخرين، مشيرًا إلى أن أكبر الخطايا أن تتنكر الشعوب لماضيها، أو أن تصبح أداة بيد من لا ذاكرة لهم.واستعرض الشاعر الكبير في مقاله رموزًا من زمن الإبداع المصري الذهبي، مؤكدًا أن ذائقته الفنية لا تزال تنحاز لأم كلثوم والسنباطي وعبدالوهاب وعبدالحليم وفاتن حمامة وسعاد حسني وأحمد زكي وغيرهم، الذين شكّلوا وجدان أجيال، ولا تزال أعمالهم شاهدة على زمن التألق الثقافي والفني.كما استحضر أسماء أدبية خالدة مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وطه حسين والعقاد، مؤكدًا أن مصر قدمت للثقافة العربية قامات لا تتكرر، وأنها “كانت الثقافة”، و”أغلى وأغنى ثرواتها”.وفي رده غير المباشر على بعض الأصوات التي انتقدت مقالاته السابقة عن رموز مصر الفنية والفكرية، شدد جويدة على أنه لا يندم على تحليقه في سماء الإبداع المصري، لأنه يكتب ليُعلِّم الأجيال الجديدة أنها تحمل أسماء آباء عظام.واختتم مقاله بتأكيد عميق على الوفاء للأصل والهوية، قائلًا: “أكبر الخطايا ألا تقدر الأرض التي نبتّ على ترابها، والتاريخ الذي عشته، والكلمة التي وهبتها عمرك وحياتك ولم تخذلك يومًا”.