ثلاث لاءات وموقف راسخ: كيف حافظ السيسي على القضية الفلسطينية من خطر التهجير؟

ثلاث لاءات وموقف راسخ: كيف حافظ السيسي على القضية الفلسطينية من خطر التهجير؟

في أصعب لحظات القضية الفلسطينية ومع تصاعد العدوان على غزة ومحاولات فرض أمر واقع جديد ينسف الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، برزت مصر بقيادة الرئيس السيسي كصوت عاقل وحاسم، رفض منذ اللحظة الأولى أي سيناريو يقضي بتهجير الفلسطينيين، وأعلن أن أمن فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.فمنذ اندلاع الحرب في أكتوبر، كانت لاءات الرئيس السيسي الثلاثة واضحة وحاسمة: لا تهجير، لا توطين، لا تصفية، كما وضع خطوطًا حمراء أمام العالم، وأكد أن مصر لن تسمح بنقل الفلسطينيين من أرضهم تحت أي ظرف، لأن ذلك ليس فقط جريمة إنسانية، بل أيضًا استهداف مباشر لثوابت القضية.كما كانت هناك محاولات متكررة لدفع الفلسطينيين نحو سيناء، سواء عبر القصف المتواصل أو عبر منع المساعدات، لكن القيادة المصرية أحبطت هذه المخططات سياسيًا ودبلوماسيًا وأكدت أن سيناء خط أحمر، وأنها ليست بديلًا لأي أرض فلسطينية.كما تم التشديد على أن أي عبور مؤقت عبر معبر رفح هو لأسباب إنسانية وطبية، وليس بأي حال من الأحوال بداية لأي توطين، بل بالعكس، كانت كل تحركات مصر مؤقتة ومدروسة بدقة.حشد عربي وعالمي
وقاد السيسي تحركًا إقليميًا ودوليًا لشرح خطورة التهجير على أمن المنطقة، حيث أجرى اتصالات مع قادة العالم، وشاركت مصر في قمم عربية وإفريقية ودولية، ونقلت الموقف المصري بصوت قوي.لم تكن القاهرة فقط ترفض التهجير، بل كانت تقود حملة رفض على مستوى العالم.في الوقت الذي كانت فيه مصر تدفع بالمساعدات الإنسانية إلى غزة، كانت أيضًا تدعم الموقف الفلسطيني سياسيًا، حيث لم تربط القاهرة الدعم بأي مقابل سياسي، بل قدمت نموذجًا للدولة التي تراعي البُعد الإنساني وفي الوقت نفسه تحمي المبادئ.كذلك دعمت القاهرة كافة القرارات الدولية التي تدعو إلى وقف إطلاق النار، وتثبيت الوضع القانوني لغزة كأرض محتلة، ورفضت أي تحركات دولية تسعى لفرض واقع بديل يُسقط حقوق العودة أو الدولة الفلسطينية.ولم يقتصر الرفض المصري على التهجير فقط، بل ارتبط دائمًا بالتأكيد على أن الحل الحقيقي هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وربط الرئيس السيسي بين الحاضر والمستقبل، مؤكدًا أن الحلول المؤقتة لا تبني استقرارًا.قيادة مسؤولةأثبت الرئيس السيسي أن القيادة لا تقاس بالشعارات، بل بالمواقف الصلبة والقرارات المتزنة، وبينما كان البعض يراهن على صمت مصر أو ترددها، جاءت القاهرة لتقود، لا لتتبع، وتحدد شكل الخطاب الإقليمي بشأن فلسطين.لولا هذا الموقف المصري الثابت بقيادة الرئيس السيسي، لربما كانت القضية الفلسطينية قد دخلت نفق التهجير القسري، لكن القاهرة، بثباتها ورفضها وقيادتها، أنقذت ما تبقى من أمل في عدالة القضية، وأعادت التوازن إلى ساحةٍ كادت تُحسم لصالح القوة.