كيف ستجيب إيران على الهجمات الجوية من إسرائيل؟

كيف ستجيب إيران على الهجمات الجوية من إسرائيل؟

أكدت القوات المسلحة الإيرانية الجمعة أن “لا حدود” في الرد على إسرائيل عقب الضربات الواسعة النطاق التي شنّتها فجر الجمعة على مدن عدة ومنشآت نووية، وأسفرت عن مقتل قادة عسكريين وعلماء.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة “الآن وقد تجاوز النظام المحتل للقدس كل الخطوط الحمر… (لن تكون ثمة) حدود في الرد على هذه الجريمة”.

كما حمَّلت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة عواقب الهجوم الواسع الذي شنته إسرائيل على البلاد فجر الجمعة، الذي طال منشآت نووية وقادة وعلماء.

وأشارت الوزارة في بيان أصدرته، الجمعة، إلى أن إسرائيل انتهكت أراضي إيران وسيادتها الوطنية، وهاجمت بعض المناطق في طهران، بما في ذلك مناطق سكنية وعدة مدن.

ولفتت إلى أن لإيران حق الرد على هذا الهجوم وفقا لمواد الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأضافت: “لن تتردد القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن الشعب الإيراني بكل قوتها وبالطريقة التي تحددها”.

وأردفت: “لا يمكن تنفيذ الأعمال العدوانية للنظام الصهيوني ضد إيران دون تنسيق مع الولايات المتحدة وإذن منها. وبناء عليه، فإن الحكومة الأمريكية، الداعم الرئيسي لهذا النظام، ستكون مسؤولة أيضا عن الآثار الخطيرة لمغامرة النظام الصهيوني وعواقبها”.

ودعت الخارجية الإيرانية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لاتخاذ إجراءات فورية في هذا الصدد وفقا لميثاق الأمم المتحدة.

وطالبت جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لا سيما الدول الإقليمية والإسلامية، وأعضاء حركة عدم الانحياز، وجميع الدول المعنية بالسلم والأمن الدوليين، بإدانة هذا العدوان فورا.

من جانبها، ندّدت “أنصار الله” اليمن بالهجوم الإسرائيلي على إيران، مؤكدين حق طهران “الكامل والمشروع” في الرد بكل الوسائل الممكنة وتطوير برنامجها النووي.

وقال المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله”، في بيان نُشر على تلغرام “ندين بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم على الجمهورية الإسلامية في إيران، ونؤكد حقها المشروع في الرد بكل الوسائل”، مضيفا “نؤيد حق إيران في الدفاع عن نفسها وتطوير برنامجها النووي”.

كما قالت حركة “حماس”، الجمعة، إن العدوان الإسرائيلي الواسع على إيران “تطور خطير ينذر بانفجار إقليمي واسع”، مؤكدة أن “المشروع الصهيوني يمثل خطرا وجوديا على المنطقة بأسرها”.

وأدانت حماس في بيان، بـ”أشد العبارات” الهجوم، واعتبرته “تطورا خطيرا يؤكد طبيعة المعركة المصيرية مع عدو الأمة المركزي”.

وقالت إن “العدوان يعكس إصرار حكومة نتنياهو المتطرفة على جر الإقليم إلى مواجهات مفتوحة خدمة لأوهامها التلمودية، ومساعيها للهيمنة على شعوب الأمة”.

وأضافت أن “العدوان الغاشم يعد انتهاكا صارخا للأعراف والمواثيق الدولية، ويؤكد مجددا أن المشروع الصهيوني يمثل خطرا وجوديا على المنطقة بأسرها، لا على فلسطين وحدها، ويستهدف كل من يرفض الخضوع ويصرّ على دعم قضايا الأمة وفي مقدّمتها قضية فلسطين”.

وأعربت حماس عن تضامنها الكامل مع إيران، مقدمة التعازي لقيادتها وشعبها “باستشهاد عدد من كبار القادة والعلماء، بينهم اللواء حسين سلامي والفريق محمد باقري، وعدد من العلماء”.

وأكدت أن “إيران تدفع ثمن مواقفها الثابتة في دعم فلسطين ومقاومتها، وتمسكها بقرارها الوطني المستقل”، مشددة على أن ذلك “يتطلب موقفا موحدا من قوى الأمة الحية في مواجهة العدوان”.

وشددت على أن “الكيان الصهيوني هو العدو المركزي للأمة، والمعركة معه معركة مصير تتطلب وحدة الصف وتكامل الجهود لحماية شعوبنا من جرائمه ومخططاته التوسعية”.

وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين وعلماء.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه “أطلق وبتوجيهات من المستوى السياسي هجوما استباقيا دقيقا ومتكاملا لضرب البرنامج النووي الإيراني”.

وأضاف: “استكملت عشرات الطائرات الحربية قبل قليل الضربة الافتتاحية التي طالت عشرات الأهداف العسكرية التابعة للنظام الإيراني ومن بينها أهداف نووية في مناطق مختلفة من إيران”.

بالمقابل، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي – برسالة وجهها إلى شعبه – إسرائيل، بـ”عقاب صارم”، ردا على الهجمات.
وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.

وتعد إسرائيل الدولة الوحيد في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية.