أسد الشرق: الهجمة الإسرائيلية على إيران قد تثير حرباً شاملة في المنطقة

في تصعيد غير مسبوق، شنت إسرائيل في الساعات الأولى من صباح الجمعة، 13 يونيو، عملية عسكرية جوية واسعة ضد إيران تحت اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت منشآت نووية حساسة وعددًا من القادة العسكريين الكبار، في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول في الصراع المتصاعد بين الجانبين.
ضربات إسرائيلية مركزة تطال منشأة نطنز وقيادات عسكرية
بحسب شبكة CNN، استخدمت إسرائيل نحو 200 طائرة مقاتلة لضرب أكثر من 100 هدف داخل إيران، ما أسفر عن أضرار جسيمة في منشأة نطنز النووية، ومقتل قادة بارزين في الحرس الثوري، من بينهم اللواء حسين سلامي، القائد العام، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة.
واعتبرت صحيفة The Guardian البريطانية أن العملية تمثل تحوّلًا تاريخيًا في المواجهة بين تل أبيب وطهران، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، بعد وصف إيران للهجمات بأنها “إعلان حرب”.
أثر الهجوم على البرنامج النووي الإيراني
تركزت الضربات على منشأة نطنز، إحدى أهم المراكز في برنامج إيران النووي.
وأشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن الأضرار اقتصرت على البنية السطحية، دون مؤشرات على تسرب إشعاعي، ما قد يعني بقاء الأجزاء المحصنة تحت الأرض سليمة إلى حد كبير.
في المقابل، نقلت The Guardian عن مصادر إسرائيلية أن الضربات ألحقت أضرارًا بالغة بالمنشأة، ما يطرح تساؤلات حول مدى النجاح العملياتي.
وأفادت New York Times بأن ستة علماء نوويين قتلوا في الضربات، مما قد يعرقل التقدم الإيراني في المدى القصير، رغم بقاء منشآت أخرى مثل “فوردو” خارج نطاق الهجوم.
الرد الإيراني وتصاعد التوترات الإقليمية
ردّت إيران سريعًا عبر إطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، في أول خطوة انتقامية قد تفتح الباب لتصعيد أكبر.
وأكدت طهران، وفق The Guardian، أن الهجمات تمثل “إعلان حرب”، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل، بينما ألغت محادثاتها النووية مع واشنطن في مسقط، ما يعقد الجهود الدبلوماسية.
وواجهت إسرائيل إدانات عربية من السعودية والإمارات وقطر ولبنان، وفق CNN، وسط تحذيرات من زعزعة استقرار المنطقة.
كما لفتت NYT إلى أن ضعف وكلاء إيران، مثل “حزب الله” و”حماس”، قد يُضعف قدرة طهران على الرد عبر قنواتها غير الرسمية.
أثر إنساني واجتماعي داخل إيران
تسببت الغارات في حالة ذعر بين المدنيين، خصوصًا في العاصمة طهران، حيث أفادت CNN بانهيار مبانٍ سكنية وسقوط ضحايا مدنيين بينهم أطفال.
ورُصدت طوابير طويلة أمام محطات الوقود ومحال المواد الغذائية، فيما عبّر كثيرون عن مخاوفهم من تدهور الأوضاع الأمنية وعجز النظام عن حمايتهم بعد مقتل عدد من أبرز القادة العسكريين.
الموقف الأمريكي والانقسام السياسي
رغم نفي الولايات المتحدة مشاركتها في العملية، حذر الرئيس دونالد ترامب إيران من “ردود أعنف” إذا استهدفت مصالح أمريكية، داعيًا في الوقت ذاته إلى اتفاق نووي جديد، بحسب CNBC.
ووفق Politico، أثار الهجوم انقسامات داخل تيار “ماغا” المحافظ، حيث عارضت شخصيات بارزة التورط في صراع جديد، خشية التبعات السياسية والاقتصادية.
تداعيات اقتصادية عالمية وتهديدات للملاحة
أثّر التصعيد فورًا على الأسواق العالمية، حيث ارتفعت أسعار النفط بنسبة تفوق 8% ليصل خام برنت إلى نحو 75 دولارًا للبرميل، وفق NYT.
كما شهدت الأسواق الآسيوية والأوروبية تراجعات حادة، مع توقعات بانخفاض مؤشر S&P 500 الأميركي بنسبة 1%.
وتخوفت تقارير من إمكانية تعطيل إيران لصادرات النفط عبر مضيق هرمز، ما قد يؤدي إلى اضطراب كبير في سلاسل الإمداد وتفاقم أزمة الطاقة العالمية.