إسرائيل تبدأ هجومًا بريًا لاحتجاز أفراد يُعتقد أنهم مرتبطون بحماس في سوريا.

إسرائيل تبدأ هجومًا بريًا لاحتجاز أفراد يُعتقد أنهم مرتبطون بحماس في سوريا.

شنت إسرائيل شنت عملية برية داخل الأراضي السورية، بهدف اعتقال عناصر يُشتبه في انتمائهم لحركة حماس. 

ووفقًا لصحيفة “لونج وور جورنال” العسكرية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “قوات اللواء الثالث، تحت قيادة الفرقة 210، أكملت عملية لاعتقال عناصر من حماس يعملون في منطقة بيت جن بسوريا”. 

وتُعد هذه العملية خطوة غير مسبوقة من حيث طبيعتها ونطاقها، وتبرز تحولًا محتملًا في استراتيجية إسرائيل الأمنية، حيث تتجاوز الضربات الجوية المعتادة لتشمل عمليات برية معقدة تتطلب تخطيطًا وتنفيذًا دقيقًا.

وأضاف إعلان الجيش الإسرائيلي أن “بناءً على معلومات استخباراتية تم جمعها في الأسابيع الأخيرة، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي عملية ليلية محددة الهدف في سوريا واعتقلت العديد من عناصر حماس” الذين زعم جيش الدولة اليهودية أنهم كانوا يحاولون تنفيذ مخططات متعددة ضد المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش الإسرائيلي في سوريا.

وقامت القوات الإسرائيلية بنقل المسلحين المشتبه بهم إلى إسرائيل للاستجواب، ونشرت صورًا للأسلحة المصادرة.

 في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية السورية في 12 يونيو أن “قوة عسكرية إسرائيلية مكونة من دبابات وناقلات جند اقتحمت بيت جن، مصحوبة بطائرات مسيرة”. 

وأضاف البيان أن “الهجوم أسفر عن مقتل مدني واختطاف 7 أفراد”، وانتهى بانتقاد “استفزازات إسرائيل المستمرة التي لا تؤدي إلى الاستقرار وتدفع المنطقة نحو مزيد من التوترات”.

وذكرت الصحيفة أن بيت جن هي بلدة صغيرة في جنوب سوريا يبلغ عدد سكانها أقل من 3000 نسمة، وتقع ضمن محافظة ريف دمشق على بعد 50 كيلومترًا من دمشق. 

وروى أحد سكان البلدة لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية أنه في “الساعة 2:40 صباحًا، استيقظوا على صوت الرصاص، ثم أدركوا أن قوة من الجيش الإسرائيلي تتألف من عشرات الجنود اقتحمت البلدة، بينما تمركزت 10 دبابات عند مدخلها”. 

وأضاف لاحقًا أن “الجيش الإسرائيلي طوق منازل الأفراد الذين أراد اعتقالهم، وظل يردد أسماءهم عبر مكبرات الصوت، ثم اعتقل 7 أفراد”.

 وأوضح المصدر أن الأفراد المعتقلين هم جميعًا سوريون من أبناء البلدة، وينتمون إلى فصائل المعارضة السورية التي تمردت على بشار الأسد.

 وكان من بين المعتقلين: عامر البدوي، ومأمون السعدي، وأحمد الصفدي، ومحمد الصفدي، وحسن الصفدي، ومحمد بديع حمادة، وعلي قاسم حمادة.

تؤكد هذه العملية على عزم إسرائيل على ملاحقة من تعتبرهم تهديدًا لأمنها، حتى في الأراضي السورية.

 تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل مسلحين في بيت جن. ففي يناير 2024، قتلت قوات الدفاع الإسرائيلية حسن عكاشة، وهو قيادي في فرع حماس بسوريا، في البلدة ذاتها. 

كما قُتل شقيق عكاشة، أبو جراح، على يد قوات الدفاع الإسرائيلية في نفس البلدة في وقت سابق، ويُقال إنه كان مسؤولًا عن إطلاق الصواريخ التي استهدفت إسرائيل عام 2015 خلال معارك بيت جن. 

هذه التطورات تُشير إلى استمرار التوترات الأمنية في المنطقة، وتُسلط الضوء على الشبكات المعقدة التي تعمل خارج غزة، والتي تعتبرها إسرائيل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

وتأتي هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية، سواء بالضربات الجوية أو العمليات البرية، وسط إدانة واسعة من قبل الدول العربية والمنظمات الإقليمية. 

فقد أدانت العديد من الدول العربية، كالمملكة العربية السعودية والكويت والأردن وقطر، هذه الاعتداءات “بأشد العبارات”، مؤكدة رفضها القاطع لأي مساس بسيادة سوريا وأمنها واستقرارها، ووصفها بأنها “خرق فاضح للقانون الدولي، وانتهاك صارخ لسيادة سوريا ووحدتها، وتصعيد خطير”. 

كما حذرت وزارة الداخلية السورية من أن “الممارسات الإسرائيلية المتكررة لن تؤدي إلى الاستقرار وستزيد من التوتر والاضطراب في المنطقة”.

 وتُعبر هذه الردود عن قلق إقليمي متزايد من تصاعد النزاع في سوريا، وتداعياته المحتملة على الأمن والسلم في الشرق الأوسط برمته.