في الصراع بين إيران وإسرائيل: الأبعاد الدينية لصعود الأسد والوعود الصادقة

في الصراع بين إيران وإسرائيل: الأبعاد الدينية لصعود الأسد والوعود الصادقة

قال الصحفي والروائي، هشام شعبان، إن تسمية إسرائيل لعمليتها ضد إيران “الأسد الصاعد”، له دلالة توراتية، كما أن تسمية إيران لردها على الاحتلال الإسرائيلي بـ”الوعد الصادق” أيضًا له دلالة دينية عند الشيعة. 

وكتب عبر صفحته على “فيسبوك” “الأسد الصاعد والوعد الصادق.. دلالات دينية!”، وقال: “حين أطلقت إسرائيل على عمليتها ضد إيران اسم “الأسد الصاعد”، لم يكن ذلك مجرد اختيار لغوي أو اسم من خيال ضابط عسكري، بل هو اقتباسٌ توراتيٌ ثقيل، محفور في ذاكرة اللاهوت اليهودي”.

وأوضح أنه في سفر العدد 23:24، يرد على لسان النبي بلعام – الذي حاول أن يلعن بني إسرائيل فأنطقه الله بالبركة عوضًا عن اللعنة – قوله: “هوذا شعب يقوم كأسد، ويرتفع كشبل أسد، لا يضطجع حتى يأكل الفريسة، ويشرب دم القتلى”.

وأضاف: “هذه ليست استعارة شعرية. هذه نبوءة دموية تتحدث عن شعبٍ مفترس لا يهدأ حتى ينتصر، عن أمة تنهض من سباتها لتغرس أنيابها في رقاب خصومها.. إنه “شعب الأسد”، كما تصوّره النصوص، لا ينام ولا يرحم، ينتصر أو يُفني خصومه”.

الوعد الصادق

واستكمل الصحفي والروائي هشام شعبان: “في المقابل، أعتقد أن اختيار إيران لاسم “الوعد الصادق” كعنوان لعمليتها ضد إسرائيل يحمل بدوره دلالات دينية وعقائدية قوية؛ فالاسم مستلهم من الآية الكريمة “إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ” (سورة الذاريات: 5). ومستلهم أيضًا من وصف النبي إسماعيل عليه السلام في القرآن الكريم: “واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولًا نبيًا” (سورة مريم: 54).

وأضاف: “ومن المعروف أن إسماعيل، ابن إبراهيم، هو جد العرب، ونبي معترف به في الإسلام، لكن اليهود لا يعترفون بنبوته.. هذا الخلاف في الاعتراف بالنبوة ربما يحمل دلالة عميقة في الصراع الحالي: فإيران، ممثلةً في “الوعد الصادق”، تستخدم رمزية إسماعيل، الذي يمثل العهد الإلهي والوفاء بالعهد، وترمز إلى استمرار الأمة العربية الإسلامية في مواجهة ما تعتبره عدوًا”. 

وتابع: “وإذا انتقلنا إلى الأدبيات الشيعية،  فدلالة الاسم مرتبطة بحديث الإمام الصادق “الإمام السادس للشيعة” مع هشام بن سالم، عندما يقول: “وعد المؤمن أخاه نذر لا كفارة فيه”.