برامج شبابية وجولات في الصعيد: تحضيرات واسعة للأحزاب استعداداً لانتخابات البرلمان 2025

تشهد الساحة السياسية حراكًا ملحوظًا مع اقتراب انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، حيث كشف عدد من الأحزاب السياسية خلال مداخلات هاتفية عبر قناة “إكسترا نيوز”، عن استعداداتهم على مختلف المستويات، وتشمل هذه الاستعدادات اختيار المرشحين، وعقد الاجتماعات التنظيمية، ووضع البرامج الانتخابية التي تلبي تطلعات الناخبين، إلى جانب تنشيط الحملات الإعلامية والتواصل المباشر مع الجماهير.
حزب مستقبل وطن
في هذا السياق أكد أحمد حسام عوض، أمين الشباب بحزب مستقبل وطن، أن الحزب يولي اهتمامًا بالغًا بدور الشباب في الحياة السياسية، مشيرًا إلى أن مؤتمر شباب الدلتا الأخير جاء تتويجًا لجهود الأمانة في تعزيز تواصلها مع القواعد الحزبية في مختلف المحافظات.
وأضاف: أن أمانة الشباب بالحزب استكملت تشكيلاتها التنظيمية بالكامل، لتشمل 353 قسمًا ومركزًا، وأكثر من 7.200 وحدة حزبية، بإجمالي 153.412 شاب وشابة، مؤكدًا أن هذا التوسع يعكس ثقة الشباب في الحزب وقدرته على التمكين الحقيقي.
وأشار إلى أن الحزب لم يكتفِ باستكمال الهيكل التنظيمي، بل عمل على تأهيل كوادره من خلال برامج تدريبية تُعنى بفهم آليات العمل الانتخابي والتنظيمي، بما في ذلك إدارة الحملات والاستعداد الميداني، لافتًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مشاركة فعالة للشباب في الانتخابات البرلمانية.
وأوضح أن الحزب لا يعتمد كوتا ثابتة لهم، لكن هناك حرص حقيقي على الدفع بالكفاءات الشابة المؤهلة، قائلًا: إن أمانة الشباب عملت خلال العامين الماضيين على إشراك الشباب في صياغة الرؤى الحزبية، والاستماع إلى مقترحاتهم وانتقاداتهم في المؤتمرات، بما يعزز من روح الانتماء والفهم السياسي الواعي.
وأشار إلى أن الحزب يعمل كمؤسسة متكاملة، والقرارات النهائية بشأن المرشحين تُتخذ وفقًا لآليات تنظيمية واضحة، مؤكدًا التزام أمانة الشباب الكامل بما تقرره القيادة الحزبية في هذا الإطار.
حزب العدل
وأكد الدكتور أحمد صبرة أمين سر المكتب السياسي لحزب العدل، أن الحزب اختار أن يبدأ جولاته الانتخابية من محافظة أسيوط في صعيد مصر، إيمانًا منه بـ”حجم التحديات والقضايا التي تواجه الصعيد”، لافتًا إلى أن الحزب يمتلك أمانات حزبية ومقرات سياسية في كل محافظات الصعيد من المنيا وحتى أسوان، بالإضافة إلى مركز دراسات متخصص لرصد مشكلات الصعيد ووضع حلول عملية لها.
وأشار إلى أن الحزب أطلق خلال جولته الأخيرة مبادرة بعنوان “أنت الناخب.. أنت البرنامج”، وتهدف إلى إشراك المواطنين في صياغة البرنامج الانتخابي، حيث طُرحت أبرز القضايا الاقتصادية والاجتماعية أمام الشباب والجمهور لتلقي مقترحات وحلول منهم تُسهم في تعديل أو تطوير الرؤية الحزبية وفق احتياجات الناس.
وأوضح أن الركيزة الأساسية في برنامج الحزب الانتخابي سواء لمجلس النواب أو الشيوخ، هي الإصلاح الاقتصادي، لأنه “العصب الرئيسي الذي يؤثر على باقي الملفات من تعليم وصحة وشباب”، مشددًا على أن معالجة التحديات الاقتصادية تُعد المدخل الأساسي لتحقيق العدالة الاجتماعية.
وفيما يخص شكل المشاركة في الانتخابات، أوضح أن الحزب يستعد بشكل مكثف للمنافسة على مقاعد الفردي، مستندًا إلى قاعدة حزبية وشبابية واسعة، في حين لا تزال المفاوضات مستمرة بشأن القوائم الانتخابية مع باقي الأحزاب، ولم تُحسم بعد بصورة نهائية.
حزب الإصلاح والنهضة
كما أكد الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، أن الحزب يدير ملف مرشحي الانتخابات المقبلة وفق رؤية تستند إلى الكفاءة والقدرة على التواصل مع الشارع وخدمة المواطنين، موضحًا أن الحزب تجاوز حتى الآن 50 مرشحًا، ولا يزال يستقبل طلبات الترشح في مختلف المحافظات.
وأشار إلى أن اختيار المرشحين يعتمد على التوافق مع رؤية الحزب الفكرية والبرامجية، بالإضافة إلى الخبرة السابقة في العمل العام، والقدرة على تمثيل قضايا الدائرة بفعالية داخل البرلمان، موضحًا أن للحزب تجارب ناجحة في عدد من المحافظات، منها المنوفية والإسكندرية، حيث أثبت المرشحون قدرتهم على الوصول للناخبين وتقديم خدمات حقيقية، بالتوازي مع استخدام أدوات رقابية وبرلمانية فعالة.
وأوضح أن الحزب يعتمد على اللجان القانونية التي تقدم استشارات مجانية للمواطنين وتساعدهم في فهم الإجراءات وتوجيههم للجهات المختصة، مؤكدًا أن رفع وعي المواطن يمثل جزءًا أساسيًا من دور الحزب.
وحول محافظات الصعيد، أكد أن اختيار المرشحين هناك يتم وفق معايير خاصة تراعي التركيبة القبلية والاجتماعية، لكن مع التأكيد على أن المرشح يجب أن يكون مثقفًا، لديه رؤية وبرنامج، ولا يمثل فقط انتماءً عائليًا أو قبليًا، بل يكون قادرًا على خدمة جميع أبناء دائرته والمحافظة ككل.
ولفت إلى أن الاحتكاك المباشر مع المرشحين والمواطنين في الصعيد يتم من خلال جلسات موسعة، ولقاءات مع نواب سابقين لنقل الخبرات، مشيرًا إلى أن الطبيعة السياسية والثقافية تختلف من محافظة لأخرى، سواء في الدلتا أو المدن الكبرى أو مدن القناة، وهو ما يُؤخذ بعين الاعتبار في اختيارات الحزب.