زيادة أسعار النفط الخام مع استمرار التوترات بين إسرائيل وإيران لليوم الرابع

تشهد أسواق النفط العالمية ارتفاعات غير مسبوقة مع استمرار التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران لليوم الرابع، في أعقاب هجمات إسرائيلية موسعة تحت اسم “عملية الأسد الصاعد” استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، تلتها ردود إيرانية بصواريخ باليستية على تل أبيب وعدد من المدن والبلدات في عمق إسرائيل.
وأثارت هذه الأحداث مخاوف من تعطل إمدادات النفط في الشرق الأوسط، الذي يصدر حوالي ثلث الإنتاج العالمي، مما دفع أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية خلال ساعات وأشعل نقاشًا عالميًا حول تداعيات الصراع على الاقتصاد، ووفقًا لتقرير نشرته رويترز، اليوم الاثنين، قفزت أسعار خام برنت بنسبة 7% يوم الجمعة وحده لتصل إلى 74.23 دولار للبرميل، بعد أن سجلت ذروة عند 78.50 دولار، وهو أعلى مستوى منذ يناير.
ونقلت رويترز عن هومايون فالاكشاهي، محلل أسواق الطاقة لدى شركة “كيبلر”، تحذيرات من أن ردًا إيرانيًا مطولًا قد يؤدي إلى إغلاق مؤقت لمضيق هرمز، الذي يمر من خلاله 20% من صادرات النفط العالمية، مما سيفاقم أزمة الإمدادات.
كما أشار منشور على منصة إكس بتاريخ 13 يونيو 2025 من رويترز إلى أن أسعار برنت ارتفعت بنسبة 6% إلى أعلى مستوى في خمسة أشهر في أعقاب الضربات الإسرائيلية.
في سياق متصل، ذكرت قناة فرانس 24 الإخبارية، الاثنين، أن أسعار خام برنت القياسي ارتفعت بنسبة 1.1% يوم الإثنين لتصل إلى 75.02 دولار للبرميل، مع استمرار تبادل الضربات الصاروخية.
وحذرت من أن استمرار الصراع قد يعيد إشعال التضخم العالمي، خاصة مع تأثيره على أسعار الوقود وتكاليف النقل. أشارت القناة إلى أن شركات الشحن البحري بدأت إعادة تقييم مساراتها لتجنب المخاطر في الخليج العربي، مما قد يزيد من تكاليف الشحن ويؤثر على سلاسل التوريد العالمية.
أما صحيفة “إل باييس” الإسبانية، فقد أوضحت أن هذا الارتفاع أثار قلق الحكومة الإسبانية من ارتفاع أسعار الوقود، مما قد يفاقم التضخم في أوروبا، خاصة مع الاعتماد الكبير على واردات الطاقة.
نقلت الصحيفة عن محللين اقتصاديين أن عدم اليقين بشأن مدة الصراع يزيد من تقلبات الأسواق، مع توقعات بأن الأسعار قد تتجاوز 80 دولارًا إذا امتد الصراع إلى دول نفطية مجاورة.
ومن إيطاليا، نشرت صحيفة “لا ريبوبليكا” رصدًا لأسعار النفط التي قفزت بنسبة 12% منذ انطلقت الهجمات الإسرائيلية، حيث وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى 73.59 دولار للبرميل.
وحذرت من أن الصراع قد يؤثر على إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، التي تعتمد على الواردات عبر البحر الأبيض المتوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيطاليا، كواحدة من أكبر مستهلكي الطاقة في المنطقة، قد تواجه ضغوطًا اقتصادية كبيرة إذا استهدفت إيران منشآت نفطية في المنطقة ردًا على الهجمات.
كما تابعت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي قفزة أسعار خام برنت الذي سجل أكبر مكاسب يومية منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، ونقلت بي بي سي عن رانيا وجدي، المحللة الاستراتيجية لأسواق الطاقة والتداول لدى شركة OW Markets، توقعاتها بأن دول الخليج مثل السعودية والإمارات قد تستفيد من ارتفاع أسعار النفط، لكنها حذرت من مخاطر ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، بالإضافة إلى تهديدات بيئية محتملة إذا أصيبت منشآت نووية إيرانية.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إلى أن أسعار برنت حققت خلال أحدث جلسات التداول أكبر زيادة يومية خلال العام الجاري 2025، مدفوعة بمخاوف من تعطل إمدادات الطاقة، وأوضحت أن هذا الارتفاع قد يعرقل جهود إدارة ترامب لخفض تكاليف الطاقة، مما يزيد الضغط على المستهلكين الأمريكيين. كما ذكرت أن تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 1.8% يعكس قلق الأسواق من تداعيات الصراع.
أما وكالة بلومبرج، فقد أشارت إلى أن أسواق النفط أظهرت تماسكًا نسبيًا رغم التصعيد، بفضل وفرة الإمدادات العالمية.
ونقلت عن خافيير بلاس أن ارتفاع برنت بنسبة 10% كان رد فعل أولي للمضاربين، لكن الأسعار عادت إلى حدود 75 دولارًا بعد أن استغل المتداولون الفرصة للبيع.
ومع ذلك، حذرت من أن أي استهداف مباشر لمنشآت نفطية قد يدفع الأسعار إلى مستويات أعلى بكثير.
وتكشف هذه التقارير أن الأزمة بين إسرائيل وإيران أعادت تشكيل ديناميكيات أسواق الطاقة، مع توقعات بمزيد من التقلبات إذا استمر التصعيد.
ويبقى التركيز على ردود الفعل الإيرانية المحتملة، خاصة إذا استهدفت ممرات النفط الحيوية، مما قد يؤدي إلى أزمة إمدادات عالمية.
كما يبرز الصراع تحديات اقتصادية أوسع، من ارتفاع التضخم إلى تباطؤ النمو، مما يضع الدول المستوردة للنفط تحت ضغط متزايد.