“ستار داكن”.. معرض باريس للطيران يُغلق قسم الشركات الإسرائيلية دون سابق إنذار.

“ستار داكن”.. معرض باريس للطيران يُغلق قسم الشركات الإسرائيلية دون سابق إنذار.

أغلق منظمو معرض باريس الجوي في لو بورجيه جناح الشركات الإسرائيلية بشكل مفاجئ، وغطوه بستار أسود خلال الليل دون إخطار مسبق، فأثاروا غضب إسرائيل وانتقاداتها الحادة. 

وكشفت تقارير إسرائيلية وغربية وفرنسية عن توترات دبلوماسية متصاعدة بين تل أبيب وباريس، تتكرر على غرار ما حدث في سياق حظر شركات إسرائيلية من معرض يوروساتوري 2024. 

واهتمت وسائل الإعلام الغربية بطبيعة المعرض الفرنسي، وفسرت أسباب الخلاف بين تل أبيب وباريس، وحللت التداعيات السياسية والاقتصادية المحتملة.

ردود الفعل على إغلاق جناح الشركات الإسرائيلية

أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن الجناح، الذي ضم تسع شركات إسرائيلية، منها رافائيل وإلبيت والصناعات الجوية الإسرائيلية، أُغلق فجأة في اليوم الافتتاحي. وصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية القرار بأنه “فاضح وغير مسبوق”.

وأشارت إلى إسدال ستار أسود ليلًا لعزل الجناح. وربطت الصحيفة الحدث بتوترات مع فرنسا، مستشهدة بحظر 74 شركة إسرائيلية من معرض فرنسي سابق في فعاليات يوروساتوري 2024 بسبب العمليات التي نفذها جيش الاحتلال في غزة، فاعتبرت الإغلاق خطوة سياسية.

وأكدت رويترز أن الاتحاد الفرنسي لصناعات الطيران والفضاء نفّذ الإغلاق دون توضيح فوري. وفي المقابل، احتج الوفد الإسرائيلي، وطالب بتفسير من الحكومة الفرنسية، في ظل تصاعد التوترات الحالية مع إيران.

ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن السلطات الفرنسية أقامت الستار الأسود بين ليل أمس  15 يونيو وصباح اليوم الاثنين 16 يونيو، بعد طلب إزالة الأسلحة الهجومية والاكتفاء بالتقنيات الدفاعية، إلا أن الشركات الإسرائيلية رفضتا الطلب الفرنسي، فأدى ذلك إلى حجب جناحها بالكامل، مما اعتبرته الصحيفة محاولة لعزل إسرائيل دبلوماسيًا. 

وأشارت إلى أن الشركات، التي تستحوذ على حصة كبيرة في سوق الدفاع، خسرت فرصًا تجارية.

ونقلت صحيفة لو فيجارو الفرنسية عن مصادر في الاتحاد الفرنسي أن الإغلاق استند إلى أسباب “لوجستية”، لكنها ألمحت إلى ضغوط سياسية بسبب الصراع الإسرائيلي-الإيراني. 

وأثارت هذه الرواية شكوك إسرائيل، التي رأت دوافع سياسية، كما أكدت تايمز أوف إسرائيل. 

وأفاد موقع i24NEWS  أن السلطات الفرنسية طالبت الشركات الإسرائيلية بإزالة الأسلحة الهجومية، وعندما رفضت، أسدلت ستارًا أسودًا ليلًا، ومنعت الوصول إلى الأجنحة الإسرائيلية.

 ووصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية الإجراء بأنه ينم عن “اعتبارات سياسية وتجارية”، خاصة أن إسرائيل تخوض “حربًا ضرورية” ضد تهديدات إيرانية.

وأضافت صحيفة أجينزيا نوفا الإيطالية سياقًا متصلًا بحظر فرنسا المشاركة في معرض يوروساتوري 2024 على الشركات الإسرائيلية، حيث أمرت محكمة باريس في 14 يونيو 2024 بإعادة الشركات الإسرائيلية إلى معرض وروساتوري، إلا أن تنفيذ أمر المحكمة لم يتم بشكل كامل.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى أن الإغلاق تم بقرار من منظمي المعرض بقيادة الاتحاد الفرنسي لصناعات الطيران والفضاء GIFAS، بناءً على توجيهات حكومية فرنسية. 

واعتبرت إسرائيل هذا الإجراء محاولة لعزلها دبلوماسيًا، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية مع إيران بعد هجمات متبادلة في 13 يونيو 2025، أدت إلى إغلاق المجال الجوي في عدة دول بالمنطقة.

ويؤثر إغلاق الأجنحة بالمعرض الفرنسي على فرص الشركات الإسرائيلية في تسويق منتجاتها بمعرض يُعد منصة عالمية رئيسية، حيث كانت تتوقع عقودًا بمئات الملايين من الدولارات. 

وأشار محللون إلى أن هذا الإجراء قد يدفع إسرائيل لتعزيز التعاون مع أسواق بديلة مثل الولايات المتحدة والهند، مما قد يقلل من حصة فرنسا في سوق الدفاع العالمي.

ودبلوماسيًا، أفادت مصادر أن إسرائيل تدرس خيارات الرد، بما في ذلك تقليص التعاون العسكري مع فرنسا أو رفع القضية في المحافل الدولية. 

من جهة أخرى، تسعى فرنسا لاحتواء الأزمة، حيث أشارت تقارير إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون قد يعقد لقاءً مع مسؤولين إسرائيليين لتهدئة التوترات.