في ظل الصراع بين إيران وإسرائيل.. الولايات المتحدة تزيد من استعداداتها بينما ينخرط الكونغرس في المعركة.

مع استمرار التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025، كثّفت الولايات المتحدة جهودها لتعزيز استعدادها الاستراتيجي في الشرق الأوسط، حيث أرسلت حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز، إحدى أكبر السفن الحربية في العالم، إلى المنطقة، برفقة أكثر من 31 طائرة تزويد بالوقود من طرازي كيه سي-135 وكيه سي-46 إلى قواعد جوية في أوروبا، بما في ذلك ألمانيا والمملكة المتحدة وإستونيا واليونان.
وفقًا لصحيفة آراب ويكلي، أكد مسؤولون أمريكيون أن هذه التحركات، التي بدأت في اليوم الرابع من الصراع الجوي المتصاعد بين إيران وإسرائيل، تهدف إلى تعزيز الوضع الدفاعي للقوات الأمريكية في المنطقة، مع الإشارة إلى أن نشر حاملة نيميتز كان مخططًا مسبقًا.
ومع ذلك، أوضح المحلل إريك شوتن من ديامي سكيوريتي إنتيليجنس أن هذه الخطوة تعكس “إشارة واضحة للاستعداد الاستراتيجي” لمواجهة أي تصعيد محتمل إذا استهدفت إيران مصالح أمريكية، وتتزامن هذه التعزيزات العسكرية مع نقاشات محتدمة داخل الكونجرس الأمريكي حول مدى التدخل الأمريكي في الصراع.
وفقًا لصحيفة آراب ويكلي، قدم السيناتور الديمقراطي تيم كين من ولاية فرجينيا تشريعًا يهدف إلى منع الرئيس ترامب من استخدام القوة العسكرية ضد إيران دون موافقة الكونجرس، مؤكدًا أن الدستور الأمريكي يمنح الكونجرس سلطة إعلان الحرب.
وأعرب كين عن قلقه من أن التصعيد بين إيران وإسرائيل قد يجر الولايات المتحدة إلى “صراع لا نهائي”.
من جهته، اتهم السيناتور بيرني ساندرز، المستقل الذي يصوت مع الديمقراطيين، إسرائيل بتعمد توقيت هجماتها لتعطيل محادثات نووية كانت مقررة يوم الأحد.
في المقابل، أبدى بعض الجمهوريين، مثل السيناتور راند بول والنائب توماس ماسي من كنتاكي، معارضة لأي تورط عسكري أمريكي، معتبرين أن هذه “ليست حربنا”.
ومع ذلك، يدعم معظم الجمهوريين، بمن فيهم السيناتور ليندسي جراهام، تقديم دعم عسكري قوي لإسرائيل، حيث دعا غراهام إلى “إنهاء المهمة” مع إيران إذا فشلت الدبلوماسية.
تثير الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، التي بدأت بهجمات إسرائيلية يوم الجمعة ضد منشآت نووية وعسكرية إيرانية، مخاوف من اتساع نطاق الصراع.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، تسببت الغارات الإسرائيلية في مقتل 224 شخصًا على الأقل، بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون ومدنيون، بينما ردت إيران بإطلاق صواريخ على مدن إسرائيلية مثل تل أبيب وحيفا، محذرة من هجمات “أكثر تدميرًا”.
وأشارت آراب ويكلي إلى أن الضربات الإسرائيلية، رغم شدتها، لن تستطيع تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالكامل دون مشاركة قاذفات أمريكية ثقيلة مثل بي-52، التي تم نشرها مؤخرًا في قاعدة بالمحيط الهادئ الهندي.
في هذا السياق، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن التعزيزات العسكرية تهدف إلى حماية القوات الأمريكية، مشددًا على أن الولايات المتحدة ستنتقل إلى عمليات هجومية إذا استهدفت إيران منشآت أمريكية.
كما نقلت رويترز عن مصادر أمريكية أن ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، مؤكدًا أن واشنطن لا تدعم استهداف القيادات السياسية الإيرانية طالما لم يتم استهداف الأمريكيين.
وتتزايد المخاوف من أن يؤدي التصعيد إلى حرب إقليمية أوسع، خاصة مع تهديدات إيران باستهداف القواعد الأمريكية أو إغلاق مضيق هرمز.
وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، أجرت السفارات الأمريكية في المنطقة تقييمات أمنية عاجلة، مما أدى إلى إجلاء أفراد غير أساسيين من العراق وسوريا، بينما وضعت القيادة المركزية الأمريكية CENTCOM قواتها في حالة تأهب قصوى.
وفي الوقت نفسه، نقلت آراب ويكلي عن مصادر إقليمية أن إيران طلبت من دول الخليج، مثل قطر وعمان والسعودية، التوسط لدى ترامب للضغط على إسرائيل لقبول هدنة، مع استعداد طهران لتقديم تنازلات في المفاوضات النووية.
ومع ذلك، يبقى الموقف الأمريكي غامضًا، حيث ألمح ترامب إلى سعيه لتحقيق “نهاية حقيقية” للصراع بدلًا من هدنة مؤقتة.