مصر تحقق نجاحاً في إزالة موقع قبطي أثري من قائمة التراث المعرض للخطر التابعة لليونسكو

شهدت مصر مؤخرًا إنجازًا ثقافيًا بارزًا يتعلق بموقع أثري قبطي بالغ الأهمية، واقتربت من رفع موقع أبو مينا الأثري القبطي الهام من قائمة اليونسكو للآثار المهددة، وفقًا لصحيفة أفريكا نيوز.
يأتي هذا النجاح تتويجًا لجهود حثيثة بذلتها الدولة المصرية بالتعاون مع المنظمات الدولية والمجتمع المدني، مؤكدة التزامها بالحفاظ على تراثها الغني والمتنوع.
ويعكس هذا الإنجاز مدى التقدم الذي أحرزته مصر في مجال إدارة المواقع الأثرية، وتطوير البنى التحتية اللازمة لحماية هذه الكنوز التاريخية من التحديات المختلفة التي قد تواجهها.
جهود مصرية لإزالة التهديد عن موقع مار مينا
كان موقع مار مينا، الذي يقع بالقرب من مدينة الإسكندرية الساحلية، قد أُدرج ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي المهددة بالخطر في عام 2001. جاء هذا الإدراج بعد أن أدت مستويات المياه الجوفية المرتفعة إلى تهديد أنقاض الكنيسة القديمة والمباني العامة والمنازل في الموقع. يضم الموقع رفات القديس مينا، الذي يُعتبر شهيدًا في العقيدة المسيحية وتوفي في الأيام الأولى للمسيحية.
وقد أدت زيارات الحجاج إلى هذا الموقع، الذي كان يقع على طريقهم من وإلى القدس، إلى ازدهار مجتمع حوله، ليشمل الكنيسة والمعمودية والبازيليك الكبيرة والمباني العامة والشوارع والمنازل وورش العمل ومرافق الحجاج.
ونجحت مصر في تجفيف المياه الجوفية التي تجمعت أسفل الموقع، في خطوة حاسمة لإخراجه من قائمة المواقع المهددة بالخطر. وقد قام مسؤولون كبار في الآثار المصرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا تواضروس الثاني، بجولة تفقدية للمنطقة.
استعادة الأمل لمستقبل موقع مار مينا
ونجحت الحكومة المصرية في خفض مستوى منسوب المياه الجوفية، بالإضافة إلى الحفاظ على أعمال الترميم والأعمال الأثرية. وفي السياق، تتعاون العديد من الجهات المعنية لكي تجعل هذا الموقع فريدًا وإعادته، في العام المقبل، إلى قائمة التراث العالمي العادية وشارك في الجولة التفقدية وزير السياحة والآثار شريف فتحي ومديرة مكتب اليونسكو الإقليمي لمصر والسودان نوريا سانز.
وأضافت الصحيفة أن هذا النجاح لا يمثل مجرد إنجاز تقني فحسب، بل هو رسالة واضحة للعالم أجمع بأن مصر تولي أهمية قصوى لتراثها، وتعمل بجد للحفاظ عليه للأجيال القادمة، مما يعزز مكانتها كمركز حضاري عالمي. على الرغم من أن أعمال الترميم الإضافية لا تزال ضرورية، فإن تجفيف المياه الجوفية هو خطوة محورية نحو استعادة هذا الموقع التاريخي المهم.