عبدالعاطي يوجه دعوة للشركات الأمريكية والأوروبية للمشاركة في مؤتمر إعادة إعمار غزة الدولي

دعا الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية، الشركات الأمريكية والأوروبية إلى المشاركة في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي تعمل مصر على تنظيمه قريبًا، بهدف حشد الجهود لإعادة الإعمار وتمكين أهالي القطاع من العيش في وطنهم بسلام.
وأكد «عبدالعاطي»، في كلمته خلال منتدى السياسات المصري الأمريكي، الذي نظمته الغرفة التجارية الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي أن ما يجري من حصار وتجويع للقطاع منذ 75 يومًا لا يمكن أن يستمر، مشددًا على ضرورة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والأدوية إلى المواطنين.
وأضاف أن جهود مصر والولايات المتحدة وقطر مستمرة من أجل تحقيق هذا الهدف، مشيرًا إلى أن خطة إعمار غزة التي وضعتها مصر قد أُقرت في القمة العربية، ووافقت عليها منظمة التعاون الإسلامي، كما حظيت بتأييد من الاتحاد الأوروبي، واليابان، وعدة دول أخرى.
وأكد عبدالعاطي أن جهود مصر وقطر والولايات المتحدة قد أسفرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وتم تنفيذه بالفعل، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر في مارس الماضي، عدم الالتزام به، واستأنف العدوان على غزة.
كما لفت الوزير أنظار بعثة الأعمال الأمريكية التي تزور مصر حاليًا، إلى أن أفريقيا التي يعرفونها قد تغيرت، وأن هناك طبقة متوسطة جديدة لديها طموحات، فضلًا عن قدر من الاستقرار في القارة، واحتياج شديد للبنية التحتية ومشروعات النقل والطاقة والخدمات الإنتاجية والاستهلاكية المختلفة.
وأوضح أن الشركات الأمريكية الصناعية والإنشائية يمكن أن تتعاون مع الشركات المصرية في هذه المجالات، من خلال توطين أعمالها في مصر، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتصدير منها إلى أفريقيا وأوروبا، مستفيدة من اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط مصر بكل من أوروبا والدول العربية وأفريقيا.
ونوّه عبدالعاطي إلى أن شركات الإنشاءات المصرية حققت قفزة كبيرة خلال السنوات العشر الماضية في مستوى وحجم أعمالها، مستشهدًا بمشروع سد جوليوس في تنزانيا، الذي نفذته شركة مصرية بعد فوزها بمناقصة عالمية، وتم تسليمه قبل الموعد المحدد بثلاثة أشهر.
وأشار كذلك إلى أن مصر تمتلك عددًا ضخمًا من الشباب الموهوب في مجالات التكنولوجيا وريادة الأعمال، مؤكدًا إمكانية التعاون القوي بين مصر والولايات المتحدة في هذا المجال، واستفادة الشركات الأمريكية من المهارات التي يتمتع بها الجيل الجديد من الشباب المصري.
وشدد الوزير على أن مصر عازمة على أن تصبح مركزًا للخدمات اللوجستية والطاقة والهيدروجين الأخضر في المنطقة، موضحًا أن هذه الطموحات تمثل فرصًا واعدة للاستثمار.
كما دعا شركات الملاحة العالمية وشركات التأمين إلى إعادة النظر في توجهها نحو رأس الرجاء الصالح، وبدء العودة لاستخدام قناة السويس، معتبرًا أن القناة ممر ملاحي حيوي لا غنى عنه يخدم الولايات المتحدة وأوروبا والعالم بأسره.
وأشار «عبدالعاطي» أيضًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يوجّه الحكومة بشكل دائم لإزالة العقبات البيروقراطية أمام الاستثمار والمستثمرين، موضحًا أن «هذه التوجيهات أثمرت عن نتائج ملموسة، منها ما شهدناه مؤخرًا من قيام الحكومة بحل مشكلة شهادات الحلال التي كانت تعوق صادرات اللحوم الأمريكية إلى مصر، بالإضافة إلى حل مشكلات تتعلق بقطع غيار المركبات».
واختتم «عبدالعاطي» حديثه بالتأكيد على أن الاستقرار الذي تنعم به مصر ليس أمنيًا فقط، بل هو استقرار شامل ومستدام، نابع من حرص المصريين على الحفاظ على بلدهم، خاصة في ظل التحديات والمخاطر المحيطة بها من جميع الجهات.
وشدد على أن رسالة مصر الدائمة هي العمل من أجل السلام، والاستقرار، والازدهار في المنطقة والعالم، مؤكدًا أن الرئيسين السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب يكثفان جهودهما لتحقيق هذا الهدف.