فرنسا أصبحت واعية لتهديد “تقية الإخوان” وتأثيرهم الواسع داخل المجتمع

فرنسا أصبحت واعية لتهديد “تقية الإخوان” وتأثيرهم الواسع داخل المجتمع

قال الدكتور عمرو حسين، أستاذ العلوم السياسية والباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، إن تصريحات وزير الداخلية الفرنسي حول مواجهة “تقية الإخوان” تعكس فهمًا عميقًا لطبيعة هذا التنظيم، 

وقال حسين في مداخلة مع قناة “إكسترا نيوز”: “فكرة التقية تعني أن يظهر الشخص عكس ما يبطنه فقد يبدو أنه يدعو للتسامح وللدعوة السلمية، بينما يعمل على تحقيق أهداف مغايرة تمامًا.”

وأضاف: “الوزير الفرنسي ربما قرأ كتاب التقية عند الإخوان للكاتب الجزائري محمد سيفاوي، والذي أبرزته وسائل الإعلام الفرنسية، والذي أوضح في صفحاته كيف تغلغل تنظيم الإخوان داخل المجتمع الفرنسي، مستغلًا الديمقراطية كوسيلة للوصول إلى مراكز صنع القرار، خاصة عبر الانتخابات المحلية”.

وتابع: “الأجهزة الفرنسية بدأت تدرك حجم تغلغل الإخوان في مؤسسات المجتمع نتحدث عن أكثر من 280 جمعية، و135 مركزا للتطرف، وأكثر من 100 مدرسة تابعة لهم التنظيم يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، التعليم، والأنشطة المجتمعية لاختراق المجتمع الفرنسي بالكامل.”

وأوضح: “تنظيم الإخوان هو تنظيم دولي ينشط في أكثر من 80 دولة حول العالم، ويهدف إلى السيطرة على مفاصل الدولة، مما يمثل تهديدًا مباشرًا للمدنية والعلمانية وسيادة القانون في فرنسا، الدولة التي تُعرف بتنوعها الثقافي ودفاعها عن الحريات.”

وأكمل: “جماعة الإخوان لا تسعى لاختراق المجتمع الفرنسي فقط، بل تعمل على التمدد داخل أوروبا بأكملها، وهو ما أدركته دول مثل ألمانيا، النمسا، السويد، وبريطانيا، واتخذت خطوات فعلية لمواجهة هذا الخطر.”

وأوضح: “استخدام الجماعة لأسلوب التقية ليس بالأمر الجديد، بل هو نهج قديم، منذ ما قاله حسن البنا عام 1937 بأن الجماعة دعوية في الظاهر، لكنها سرعان ما تحولت للعمل السياسي، ثم تورطت في العنف والاغتيالات، لا سيما بعد تأسيس التنظيم الخاص الذي ارتبط بحوادث عنف في مصر، مثل اغتيال محمود فهمي النقراشي عام 1948”.