جدل بشأن ظهور زاهي حواس في “بودكاست جو روغان” وعمرو أديب يغير موقفه عن تصريحاته

جدل بشأن ظهور زاهي حواس في “بودكاست جو روغان” وعمرو أديب يغير موقفه عن تصريحاته

أثار ظهور عالم الآثار المصري الشهير، الدكتور زاهي حواس، في برنامج البودكاست العالمي “The Joe Rogan Experience” الذي يقدمه الإعلامي الأميركي جو روغان، جدلًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مشاعر الفخر بالتمثيل المصري في واحدة من أبرز منصات الإعلام الأميركي، وانتقادات حادة لمحتوى اللقاء وطريقته.

ما بين الاحتفاء والغضب.. تباين في ردود الأفعال

مع بداية الأسبوع، تصدر اسم زاهي حواس “الترند” على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) في مصر، بعد عرض الحلقة التي ناقشت تاريخ الحضارة المصرية وبناء الأهرامات.

وامتدت الحلقة لساعتين من الحوار المكثف، شهد خلالها روغان وحواس نقاشات مثيرة حول الأساطير والنظريات التي تحيط بحضارة الفراعنة، خصوصًا تلك المتعلقة ببناء الأهرامات ودور التكنولوجيا القديمة أو المفترضة.

اللقاء، الذي شاهده أكثر من مليون متابع على يوتيوب، انقسمت حوله الآراء، البعض رأى في ظهور حواس إنجازًا في حد ذاته، خاصة بالنظر إلى تأثير جو روغان وشعبيته الجارفة، واعتبروا أن هذا الظهور يساهم في تصحيح الصورة العالمية عن مصر وحضارتها القديمة. 

بينما رأى آخرون أن أداء حواس لم يرتقِ إلى مستوى الحدث، واتهموه بالترويج لكتبه بدلًا من الرد العلمي القوي على نظريات روغان.

روغان: أسوأ ضيف في برنامجي

المفاجأة جاءت من مقدم البرنامج نفسه، جو روغان، الذي صرح لاحقًا في حوار مع نجم كرة القدم الأميركية آرون رودجرز، بأن لقاءه مع زاهي حواس كان “الأسوأ” في تاريخ برنامجه، قائلًا: “كان أكثر الضيوف صعوبة، ولم يكن منفتحًا على النقاش”. 

هذا التصريح صبّ الزيت على النار، وفتح الباب أمام موجة جديدة من الانتقادات داخل مصر.

تراجع عمر أديب

في المقابل، دافع الإعلامي المصري عمرو أديب عن ظهور حواس، واصفًا إياه بأنه “إنجاز كبير يعادل حملة إعلانية ضخمة عن السياحة في مصر”. 

وفي برنامجه “الحكاية”، قال أديب إن مجرد جلوس شخصية مصرية بحجم حواس مع روغان هو أمر يستحق التقدير، مضيفًا: “اللقاء قلب الدنيا، وناس كتير قالت: إيه العظمة دي؟”.

لكن أديب عاد في حلقة لاحقة ليعتذر عن “مبالغته” في الاحتفاء بالحلقة، قائلًا: “أنا آسف، كنت متحمسًا جدًا، لكن بالفعل كان يجب أن أكون أكثر اتزانًا في التقييم”، لكنه شدد في الوقت ذاته على تمسكه بالدفاع عن الحضارة المصرية ضد محاولات التشكيك في مصداقيتها.

زاهي حواس يرد: أنا حارس الحضارة

من جانبه، رفض الدكتور زاهي حواس الانتقادات التي طالته، مشددًا على أنه ظهر في الحلقة للدفاع عن التاريخ المصري ضد الخرافات المنتشرة، خاصة تلك التي تزعم استخدام قوى خارقة أو حضارات مجهولة لبناء الأهرامات.

وفي تصريحاته صحيفة، قال حواس: “حضارتنا المصرية تستحق الدفاع عنها بكل قوة، وأنا لا أظهر لمجرد الظهور، بل لأقدم صورة صحيحة وعلمية عن تاريخنا”.

وأوضح أن لديه أكثر من 60 كتابًا و300 مقالة علمية يستند إليها، مضيفًا: “أنا لا أرد على الخرافات بكلام مرسل، بل بدراسات موثقة بالنصوص الهيروغليفية”.

وردّ حواس على الاتهامات التي طالته بـ”النرجسية” قائلًا: “ثقتي بنفسي لا تعني الغرور، بل تأتي من إنجازاتي العلمية، ولا يمكن أن أظهر بصورة ضعيفة لمجرد إرضاء البعض”.

من بين أبرز الانتقادات التي وُجهت لحواس خلال اللقاء، رفضه القاطع لفكرة استخدام التكنولوجيا المتقدمة من حضارات غير معروفة في بناء الأهرامات، وهي فرضية يروج لها البعض في الغرب. 

واعتبر المنتقدون أن حواس لم يتعامل بمرونة مع هذه الأسئلة، وكان منغلقًا على تصوراته التقليدية، كما اتهمه البعض بـ”احتكار الحديث عن الحضارة المصرية” في الإعلام الدولي.

بالمقابل، دافع آخرون عنه، مشيرين إلى أن طبيعة البودكاست تختلف عن الندوات العلمية، وأن اللقاء لم يكن فرصة مناسبة لاستعراض جميع الأدلة المعقدة، بل مساحة للعرض السردي المبسط، وهو ما أتقنه حواس على طريقته.

شجاعة أم تسرّع؟

وفي ظل هذا الجدل، أشار البعض إلى أن مجرد موافقة زاهي حواس على الظهور مع جو روغان تُعد شجاعة، خاصة أن كثيرًا من الشخصيات السياسية والفكرية في الولايات المتحدة تخشى الظهور في برنامجه بسبب طبيعته الجدلية. وتمت الإشارة إلى أن كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، امتنعت سابقًا عن الظهور معه لنفس الأسباب.