وزير بريطاني سابق: لا توجد طريقة سريعة لاستعادة العلاقات بين إسرائيل وبريطانيا كما كانت في السابق.

وزير بريطاني سابق: لا توجد طريقة سريعة لاستعادة العلاقات بين إسرائيل وبريطانيا كما كانت في السابق.

نشر موقع يورآسيا ريفيو مقالًا للكاتب أليستر بيرت، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا السابق، تحدث فيه عن أنه طوال أربعين عامًا من متابعته الوثيقة ومشاركته في العلاقات بين المملكة المتحدة وإسرائيل، في الأوقات الجيدة والصعبة، لم يشهد خلالها انتقادًا رسميًا بهذه القوة موجهًا إلى الحكومة الإسرائيلية كما فعل وزير الخارجية ديفيد لامي ورئيس الوزراء كير ستارمر الأسبوع الماضي. 

ووصف مسؤولون بريطانيون الحصار الإسرائيلي على غزة بأنه “غير مبرر وقاسٍ” و”لا يُطاق”، إلى جانب إنهاء المحادثات التجارية مع إسرائيل واستدعاء سفيرها إلى وزارة الخارجية، يمثل نقطة تحول في العلاقات بين حليفين. 

أوضح بيرت في مقاله أن هذا ليس دعمًا لحركة حماس، ولا يعني تخلي المملكة المتحدة عن دعمها لوجود إسرائيل وسلامتها، كما أثبتت قبل أشهر بإطلاق طائرات للدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ الإيرانية، وهي مهمة ستكررها اليوم إذا طُلب منها.

وأضاف الكاتب أن هذا الموقف كان بمثابة صرخة يأس من تصرفات صديق يخاطر بأكثر مما يدرك عالميًا، مما يجر المملكة المتحدة إلى موقف تواطؤ لم يعد مقبولًا سياسيًا داخليًا. وأشار إلى أن الأسباب تشمل قلقًا متزايدًا في الأوساط السياسية البريطانية من جميع الأحزاب، وخطاب توم فليتشر أمام مجلس الأمن في 13 مايو، محذرًا من مسؤولياته، وتغطية إعلامية للأطباء البريطانيين في غزة وشهاداتهم عن أوضاع المرضى والمستشفيات تحت الهجوم، وصور الأطفال الجائعين. 

وتابع بيرت أن إعلانات إسرائيل عن استئناف عمليات برية أشد وتباهي وزير إسرائيلي بـ”تنظيف” غزة وتهجير سكانها، وصفتها بريطانيا بأنها “متطرفة”، دفعت المملكة المتحدة وفرنسا وكندا لاعتبار أن “كفى” هو الوصف المناسب.

أكد الكاتب أن ردة الفعل الإسرائيلية كانت متوقعة وتمت مناقشتها في وزارة الخارجية البريطانية وقُبلت كثمن لا مفر منه، حيث تدين الحكومة الإسرائيلية أي انتقاد مع إشارات إلى التاريخ والانتداب البريطاني دون الإقرار بالدعم البريطاني المستمر.

 وأضاف بيرت أن العالم يجب أن يركز الآن على حل المشكلات، فلا رجعة عما قاله رئيس الوزراء ووزير الخارجية البريطانيان. 

وأكد أن الطريق الإسرائيلي الراهن لن يحقق الأمن أو عودة الرهائن، التي قد تكون ثانوية لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لكنها ليست كذلك لبريطانيا أو العائلات أو ملايين الإسرائيليين. 

كما أكد أن رفض التفاوض على السلام سيحكم على الآلاف بالموت الآن وعلى أجيال قادمة بالذبح، ويجب أن تكون “كفى” صرخة الجميع.

تابع بيرت في مقاله أن التابو الغربي بشأن انتقاد الحكومات الإسرائيلية انتهى، ليس لأن هذه الحكومات معادية للسامية، بل لأنها ليست كذلك، موضحًا أنه يمكن انتقاد تصرفات حكومة دون إنكار حقها في الوجود، كما يمكن دعم حق شعب في دولة دون تأييد الإرهاب. 

وأشار إلى أن المؤتمر السعودي-الفرنسي القادم يجب أن يتناول أسئلة متجاهلة طويلًا: كيف ستضمن الدول العربية أمن إسرائيل عمليًا؟ من يمكنه أن يقنع إسرائيل أن أمنها القائم على إنكار دولة فلسطينية وهمي؟ من سيضمن ألا تملك حماس أو قوى تنكر وجود إسرائيل نفوذًا في الدولة التي يطالب العالم بها للفلسطينيين؟ وما الخطوات لإنهاء العنف في الضفة الغربية؟ وختم الكاتب بالقول إن أصدقاء إسرائيل تحملوا مخاطرة، ومن أجل من يموتون الآن والمحكوم عليهم بالموت مستقبلًا، نفد الوقت وحان الآن موعد قول الحقيقة للجميع بعبارات واضحة للغاية.