جيش الاحتلال يسعى للسيطرة على 75% من قطاع غزة في غضون شهرين

نشرت صحيفة “لاس فيجاس ريفيو جورنال” تقريرًا يستند إلى مصادر عسكرية إسرائيلية، وأكدته صحيفة “وول ستريت جورنال”، يكشف عن خطة عسكرية موسعة تُعرف باسم “عربات جدعون”، تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على حوالي 75% من قطاع غزة خلال شهرين.
ووفقًا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، كما نقلت “بلومبرج”، يسيطر الجيش حاليًا على نحو 40% من القطاع، مع التركيز على الاجتياح البري المباشر والتمركز في المناطق السكنية والمدنية.
تتضمن الخطة، التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي يوم الأحد، كما ورد في “وول ستريت جورنال”، دفع المدنيين الفلسطينيين إلى ربع مساحة القطاع فقط، مع استخدام سيطرة نارية مكثفة لمنعهم من العودة إلى منازلهم.
وتشمل سياسات إخلاء قسري أدت إلى تهجير مئات الآلاف، حيث أُجلي حوالي 200 ألف شخص من منطقة خان يونس، بينما يتكدس نحو 750 ألف فلسطيني في منطقة المواصي المحدودة، وفقًا لتقرير “يورونيوز”.
وأثارت هذه الخطة قلقًا دوليًا واسعًا، حيث أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة هذه العمليات، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسيطر فعليًا على 77% من القطاع من خلال “التطهير العرقي، الإخلاء القسري، والإبادة الجماعية الممنهجة”، كما ورد في بيان رسمي نقلته “رويترز”.
وأوضح المكتب أن هذه السياسات تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة السكانية للقطاع بالقوة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحصار المستمر منذ سنوات والقصف الجوي المتواصل.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة، كما ورد في تقرير “يورونيوز”، إلى نزوح أكثر من مليوني شخص في غزة، مع تدمير أكثر من 60 ألف منزل ومنشأة حيوية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، مما يجعل إعادة الإعمار تحديًا شبه مستحيل في المدى القريب.
تتزامن هذه العمليات مع تصعيد الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أكثر من 75 موقعًا في القطاع خلال الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك منشآت مدنية ومراكز صحية، مما أدى إلى استشهاد العشرات، بينهم نساء وأطفال، وفقًا لتقارير ميدانية نقلتها “بلومبرج”.
وأفادت “وول ستريت جورنال” أن هذه الغارات تزامنت مع مفاوضات وقف إطلاق النار في قطر بين الوفد الإسرائيلي ونظيره من حماس، مما يعكس تعقيد الوضع بين العمليات العسكرية والجهود الدبلوماسية.
وحذرت منظمات إنسانية، مثل برنامج الأغذية العالمي، من كارثة إنسانية وشيكة نتيجة انهيار المنظومة الصحية ونقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية، كما أوردت “رويترز”.
في حين تدعي إسرائيل أن عملياتها تستهدف البنية التحتية لفصائل المقاومة للقضاء على حماس، تشير التقارير الميدانية إلى أن المدنيين يتحملون الثمن الأكبر، حيث تحولت المناطق السكنية إلى ساحات قتال مفتوحة.
على صعيد المساعدات الإنسانية، أفادت “وول ستريت جورنال” أن الجيش الإسرائيلي يخطط لتوزيع المساعدات في غزة بمساندة أمريكية، حيث أُنشئت ثلاثة مجمعات في جنوب القطاع وواحد في وسطه لتوزيع المساعدات بواسطة مئات المقاولين الأمريكيين. ومع ذلك، استقال المدير التنفيذي للبرنامج، مدعيًا استحالة تنفيذه مع الحفاظ على الحيادية، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الخطة في ظل التصعيد العسكري.
وأثارت هذه التطورات انتقادات حادة من دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، التي وصفت تصرفات إسرائيل بـ”المتطرفة”، كما ورد في تقرير “يورآسيا ريفيو”.
وقد دعت هذه الدول إلى وقف فوري لإطلاق النار وإيجاد حلول سياسية مستدامة، مع التركيز على حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات. ومع استمرار التصعيد، يظل مصير الرهائن وسكان غزة معلقًا، وسط مخاوف من دوامة عنف مستمرة، مما يجعل التدخل الدبلوماسي العاجل، كما أكدت “يورونيوز” و”بلومبرج”، ضرورة ملحة لإنقاذ حياة سكان القطاع المحاصر.