استراتيجي: مصر تتعامل مع التحديات بمفردها دون شركاء.

استراتيجي: مصر تتعامل مع التحديات بمفردها دون شركاء.

أكد الدكتور محمد الهمشري الخبير الاستراتيجي، وأستاذ إدارة الأزمات والمخاطر بجامعة القاهرة أن مصر تمر بمرحلة غير مسبوقة في تاريخها، حيث تواجه تهديدات من مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وتقف منفردة دون حلفاء.

وأوضح الهمشري في مقابلة مع برنامج “حقائق وأسرار” المذاع على قناة “صدى البلد”: “المشهد يمكن قراءته من خلال عدستين الأولى هي دوائر الأمن القومي المصري، والثانية بوابات مصر الاستراتيجية الأربعة، كما وصفها المؤرخون وعلماء الجغرافيا السياسية وعلى رأسهم الدكتور جمال حمدان”.

وتابع: “الاتجاهات الاستراتيجية تشمل الاتجاه الشمالي الشرقي، والشرقي، والشمالي، والغربي، والجنوبي أما دوائر الأمن القومي، فتشمل الدائرة الإفريقية، والدائرة العربية، ودائرة البحر الأحمر، ودائرة البحر المتوسط، ودائرة حوض النيل، مشيرًا إلى أن الأهم بينها هما دائرتا حوض النيل وإفريقيا”.

وأكمل: “الكيان الصهيوني يقع جغرافيا ضمن ثلاث من هذه الدوائر، ويؤثر في خمس منها، وهي دائرة البحر المتوسط، ودائرة الوطن العربي، ودائرة البحر الأحمر، فضلًا عن تأثيره الكبير في دائرتي حوض النيل وإفريقيا، من خلال توغله في دول حوض النيل ودعمه لإثيوبيا والمشروع الإسرائيلي يتقاطع مع المشروع الأمريكي في نقل مركز الثقل في إفريقيا من مصر إلى أديس أبابا”.

وواصل: “هذه الأنشطة تهدد بشكل مباشر دوائر الأمن القومي المصري، خاصة من خلال المشاريع الإسرائيلية في أرض الصومال ودعمها لمشروعات إثيوبيا، ما له تأثير مباشر على الأمن القومي”.

ولفت الهمشري أن العدسة الثانية المتعلقة بالاتجاهات الاستراتيجية تُظهر أن أهمها هو الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي، وتحديدا سيناء، التي وصفها المؤرخون بأنها بوابة الأمن عبر التاريخ 

وذكر: “إسرائيل تستغل موقعها لشن حملات معنوية وإعلامية، تعزز الشعور داخل المجتمع الإسرائيلي بأنه محاصر ومضطهد من المحيط، مما يمنحه مبررًا لارتكاب الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وأيضا تنفيذ مشروعات في سوريا، وتهديد الجبهة العراقية، واتخاذ إيران ذريعة لاستمرار التهديدات في باب المندب عبر ضرب الحوثيين، ما يمثل تهديدا مباشرا لدوائر الأمن القومي المصري”.