ما هي إمكانيات التعاون بين مصر وإيران وتركيا؟

لا تزال تداعيات زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة، تلقي بظلالها على فرص التقارب بين مصر وإيران، خاصة أن الوزير عراقجي قال إن الفترة القليلة المقبلة ستشهد تقدما كبيرا في علاقات الدولتين.
وأكد عراقجي أنه تم التغلب على كثير من العراقيل بين الدولتين، ويتبقى مسألة أو مسألتين لإتمام التقارب مع مصر.
وتشكو مصر من أن ممارسات الحوثيين في البحر الأحمر أدت إلى خسائر في قناة السويس تقدر ب٧ مليار دولار، فضلا عن التأثيرات السلبية للحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة.
الباحث في الشؤون الإيرانية، يوسف مصطفى، استبعد حدوث تحالف ثلاثي بين مصر وإيران وتركيا، وقال: “قد يحدث تنسيق وترتيب فيما يخص بعض القضايا، لكن أن يحدث تحالف فهو أمر صعب; فلكل دولة من الدول الثلاثة أهداف وسياسة في تحقيق أهدافها”.
يضيف يوسف: “التنسيق والتشاور قد بتم إزاء بعض القضايا المشتركة، وليس في جميع القضايا؛ فالأهداف واسترتيجية التطبيق مختلفة”.
موضحا أن إيران تعتمد على الجماعات الشيعية في المنطقة لتحقيق أهدافها في التوسع والهيمنة، حزب الله في الجنوب اللبناني، وأنصار الله (الحوثي) في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، وحاليا لها نفوذ في غزة عبر حماس وحركة الجهاد الإسلامي، أما تركيا فهي تعتمد على ذات الطريقة ولكن عبر الجماعات السنية المتطرفة، وما حدث في سوريا ووصول أحمد الشرع إلى رأس السلطة عبر جماعته، (جبهة النصرة) قبل أن تغيير اسمها إلى (هيئة تحرير الشام)، فضلا عما يحدث في ليبيا وتحديدا طرابلس، خير شاهد على ذلك.
يتابع: “أما القاهرة فهي لطالما تؤكد على سياسة عدم التدخل في شؤون الدول، وإعطاء مساحة للحوار وتغليبها على الحلول العسكرية، فضلا عن تغليب العمل العربي المشترك”.
يشير الدكتور يوسف مصطفى، إلى أن القاهرة قد تستغل التقارب مع تركيا وإيران في تخفيف حدة التوتر في المنطقة، ومحاولة تسوية الكثير من الصرعات في المنطقة مثلما الحال في ليبيا وغزة ولبنان وسوريا.
قال يوسف إن أمريكا بلا شك تراقب تطورات العلاقة بين مصر وإيران وكذلك مصر وتركيا، وتأثيرات تلك العلاقة على حليفتها إسرائيل، ولا شك أن التنسيق بين الدول الثلاث سيكبح من جماح إسرائيل، ويعرقل خططها التوسعية في المنطقة.