استجابةً للظروف الراهنة.. إيران Ready to Initiate a “New Chapter” in Its Relations with Lebanon

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال زيارته لبيروت، عن رغبة طهران في فتح “صفحة جديدة” في العلاقات مع لبنان، في إشارة إلى استعداد طهران للتأقلم مع التغيرات السياسية الجديدة في البلاد، لا سيما تراجع نفوذ حزب الله.
وتعد هذه الزيارة الأولى لعراقجي منذ حضوره جنازة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في فبراير الماضي، بعد استهدفته غارات إسرائيلية أثناء اشتعال الصراع بين الحزب وتل أبيب.
وشهد لبنان تحولات كبيرة عقب حملة القصف الإسرائيلي العام الماضي التي أضعفت حزب الله بشكل ملحوظ، تلاها انتخاب قائد الجيش اللبناني المدعوم من الغرب والولايات المتحدة، جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة قلّصت فيها هيمنة حزب الله وحلفائه، مما عزز الدعوات لفرض سيادة الدولة.
وتسببت مطالبات القادة اللبنانيين الجدد بنزع سلاح حزب الله، كشرط أساسي لتعزيز سيادة الدولة، في توترات متجددة مع إيران.
ففي الشهر الماضي، أثار السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، جدلًا بمنشور على منصة إكس وصف فيه خطة نزع السلاح بأنها “مؤامرة واضحة ضد الدول”، محذرًا من “خطرها على أمن شعوب المنطقة”.
وأدت هذه التصريحات إلى استدعائه من قبل وزارة الخارجية اللبنانية، التي شددت على ضرورة احترام مبادئ “سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية” بموجب اتفاقية فيينا.
لاحقًا، أوضح أماني في تصريحات لقناة “الجديد” أن نزع سلاح حزب الله “شأن لبناني داخلي”، مؤكدًا أن إيران “ستلتزم بقرارات المؤسسات اللبنانية”.
وفي لقاءاته مع الرئيس جوزيف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام، ووزير الخارجية يوسف رجي، أكد عراقجي حرص إيران على تعزيز العلاقات الثنائية مع لبنان على أساس “الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.
وذكر بيان مكتب سلام أن عراقجي قدم دعوة رسمية لسلام لزيارة إيران، فيما وصف بيان مكتب رجي المناقشات بأنها “صريحة ومباشرة”، مع التركيز على قضية احتكار الدولة للسلاح، في إشارة إلى مناقشات محتملة حول مستقبل ترسانة حزب الله.
وفي تصريحاته للصحفيين بعد لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله، تجنب عراقجي ذكر الحزب، على عكس تصريحات سابقة لدبلوماسيين إيرانيين، مما يعكس تحولًا في الخطاب الإيراني.
وتأتي هذه التطورات في إطار اتفاق هدنة نوفمبر الماضي، المستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي الذي ينص على أن تكون القوات اللبنانية وقوات حفظ السلام الأممية الجهات الوحيدة المسلحة في جنوب لبنان، مع دعوة لنزع سلاح جميع الجماعات غير الحكومية.
كما شهدت العلاقات بين لبنان وإيران توترات سابقة، مثل توبيخ رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي لإيران بسبب “تدخلها” في الشؤون اللبنانية، وفرض لبنان إجراءات صارمة على الوافدين من طهران، إلى جانب إصلاحات أمنية في مطار بيروت الذي طالما سيطر عليه حزب الله. تعكس زيارة عراقجي محاولة إيران لإعادة ضبط علاقاتها مع لبنان في ظل هذه الوقائع الجديدة، مع التركيز على الدبلوماسية والاحترام المتبادل.