ترامب: بوتين أبدى استعداده لدعم المحادثات النووية مع إيران

ترامب: بوتين أبدى استعداده لدعم المحادثات النووية مع إيران

في تصريحات أثارت جدلًا واسعًا، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال منشور على منصة Truth Social في 4 يونيو 2025 إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يكون “مفيدًا” في المفاوضات النووية مع إيران، بعد مكالمة هاتفية استمرت ساعة و15 دقيقة بين الزعيمين. 

وأكد ترامب أن بوتين يتفق مع واشنطن على أن إيران “لا يمكن السماح بأن تمتلك سلاحًا نوويًا”، مضيفًا أن بوتين اقترح المشاركة في المحادثات لتسريع التوصل إلى حل، بينما اتهم إيران بـ”التأخير” في اتخاذ قراراتها، ووفقًا لتقرير فوكس نيوز، يعكس هذا الموقف سعي ترامب لإعادة التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه في 2018، بهدف التوصل إلى اتفاق “أقوى وأشمل” يحد من برنامج إيران النووي وصواريخها الباليستية. 
 

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا، بفضل “علاقاتها الشريكة الوثيقة مع طهران”، مستعدة لتسهيل المفاوضات، مشيرًا إلى أن بوتين سينخرط فيها “عند الضرورة”.

السياق الإقليمي والدولي
تأتي تصريحات ترامب وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، حيث أفادت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران وصلت إلى مستويات تخصيب يورانيوم تصل إلى 60%، مما يقربها من إنتاج سلاح نووي، مع امتلاكها ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع ستة أسلحة نووية على الأقل، حسب تقرير وول ستريت جورنال في فبراير 2025.

 في المقابل، عززت روسيا علاقاتها مع إيران منذ بدء حرب أوكرانيا في 2022، حيث وقّعت معاهدة تعاون استراتيجي في يناير 2025، واستخدمت طائرات إيرانية بدون طيار في النزاع، مما يمنح موسكو نفوذًا كبيرًا على طهران. 

ومع ذلك، أثارت دعوة ترامب لإشراك بوتين انتقادات من بعض المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، الذين يرون أن الاعتماد على روسيا قد يعقد المفاوضات بسبب التوترات مع الغرب، خاصة بعد العقوبات المفروضة على موسكو. 

وأشار البعض إلى أن ترامب قد يستغل هذه الخطوة لتحسين العلاقات مع روسيا، التي شهدت تقاربًا منذ توليه منصبه في يناير 2025.

تحديات الوساطة الروسية
رغم التفاؤل الذي أبداه ترامب، تواجه فكرة إشراك بوتين في المفاوضات عقبات كبيرة. 

وقد أكد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في 4 يونيو 2025 أن التخلي عن تخصيب اليورانيوم “يعارض مصالح إيران بنسبة 100%”، رافضًا الطلب الأمريكي بشحن مخزون اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، وهو مطلب أساسي لواشنطن. 

كما أن العلاقات المتوترة بين روسيا والغرب تجعل من الصعب الثقة بموسكو كوسيط محايد، خاصة مع استمرار دعمها العسكري لإيران.

 وتشير منشورات على منصة إكس إلى انقسام في الرأي حول دور روسيا، حيث اعتبر البعض أن بوتين قد يقدم “ضمانات” لتسهيل الاتفاق، بينما رأى آخرون أن طهران قد تشكك في نوايا موسكو خوفًا من “التضحية” بمصالحها في صفقات أمريكية روسية. 

وفي الوقت ذاته، أعربت إيران عن انفتاحها على المفاوضات غير المباشرة عبر عُمان، لكنها أكدت رفضها لشروط “غير عادلة”، مثل التخلي الكامل عن برنامجها الصاروخي أو تخصيب اليورانيوم.