عائلة المتهم في هجوم كولورادو تعارض الترحيل.. آخر المستجدات في القضية

عائلة المتهم في هجوم كولورادو تعارض الترحيل.. آخر المستجدات في القضية

في تطور قانوني لافت، أصدر القاضي الفيدرالي جوردون بي. جالاجر، الذي عينه الرئيس جو بايدن في 2022، أمرًا مؤقتًا بمنع السلطات الأمريكية من ترحيل زوجة المشتبه به، هيام الجمل، وأبنائه الخمسة، وهم ابنة تبلغ 17 عامًا تدعى حبيبة وأربعة أطفال قاصرين، بعد احتجازهم من قبل سلطات الهجرة الأمريكية ووزارة الأمن الداخلي منذ يوم الثلاثاء، وفقًا لتقرير صحيفة دايلي ميل.

وتم احتجاز العائلة في مركز احتجاز للمهاجرين في تكساس تمهيدًا لترحيلهم عبر إجراء “الإبعاد السريع”، لكن القاضي جالاجر حذر من أن الترحيل دون إجراءات قانونية كافية قد يتسبب في “ضرر لا يمكن إصلاحه”. 

وجادل محامو العائلة بأن إجراء الترحيل السريع غير قانوني، حيث أقامت العائلة في الولايات المتحدة لأكثر من عامين، مما يمنحهم حقوقًا قانونية تتطلب محاكمة عادلة والحصولا على كافة حقوقهم وأشارت الدعوى القضائية إلى أن هيام، وهي مهندسة شبكات، لديها طلب تأشيرة EB-2  وهو طلب لا يزال قيد الانتظار، وأن العائلة مدرجة كأفراد يعولهم رب الأسرة في طلب اللجوء الخاص بسليمان.

 وأثارت هذه الخطوة غضب مؤيدي إدارة ترامب، الذين اتهموا القاضي بالتدخل في جهود تعزيز الأمن القومي، بينما وصفت تريشيا مكلولين، مساعدة وزير الأمن الداخلي، ادعاءات العائلة بأنها “سخيفة”، مؤكدة أن جميع أفراد العائلة موجودون بشكل غير قانوني.

دوافع الهجوم والتحقيقات الجارية
وكشفت التحقيقات أن سليمان، الذي هتف “فلسطين حرة” و”القضاء على الصهيونية” أثناء الهجوم، خطط له على مدار عام، مستوحيًا دوافعه من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقًا لإفادة مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وأفادت أسوشيتد برس أن سليمان، الذي دخل الولايات المتحدة في أغسطس 2022 بتأشيرة سياحية انتهت في فبراير 2023، اعترف بأنه أراد “قتل جميع الصهاينة” لاعتقاده أنهم يدعمون احتلال فلسطين، معبرًا عن عدم ندمه.

 وكان قد تعلم طيفية صنع قنابل المولوتوف من مقاطع فيديو على موقع يوتيوب، وكان يمتلك 18 قنبلة لكنه استخدم اثنتين فقط، مشيرًا إلى أنه “خاف ولم يكمل استخدام بقية القنابل لأنه لم يؤذِ أحدًا من قبل”. 

وووفقًا لتقارير دايلي ميل، أرجأ سليمان الهجوم حتى تكمل ابنته حبيبة دراستها الثانوية، في محاولة لحماية عائلته من التداعيات. 

وتم العثور على دفتر يوميات في منزله في كولورادو سبرينجز يوثق خططه، إلى جانب رسائل تركها على هاتفه لعائلته، وسلمت زوجته الهاتف للسلطات. 

ويواجه سليمان 16 تهمة بمحاولة القتل وتهم فيدرالية بجرائم الكراهية، مع إمكانية الحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وتستمر التحقيقات لتحديد ما إذا كانت العائلة على علم بالهجوم، رغم تأكيد هيام الجمل في دعواها القضائية أنها “صُدمت” بأفعال زوجها.

ردود الفعل السياسية والاجتماعية
وأثار قرار وقف الترحيل جدلًا سياسيًا حادًا، فمن ناحية استغل الرئيس دونالد ترامب الحادث للدعوة إلى تعزيز أمن الحدود، مشيرًا عبر منصة تروث سوشيال إلى أن سليمان دخل البلاد عبر “سياسة الحدود المفتوحة” لإدارة بايدن، وطالب بترحيل “المتطرفين المناهضين لأمريكا”. 

ومن ناحية أخرى، أعلنت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم أن العائلة تحت التحقيق لمعرفة مدى علمها بالهجوم، وهو إجراء وصفه محامو العائلة بأنه “غير قانوني” لمعاقبة أفراد على جرائم أقربائهم. وأثارت الناشطة اليمينية لورا لومر جدلًا بمطالبتها بترحيل المسلمين، وهو تصريح أثار انتقادات واسعة.

في المقابل، كشفت حبيبة سليمان، ابنة المشتبه به، في مقال لصحيفة دينفر جازيت عن طموحها بدراسة الطب بعد فوزها بجوائز أكاديمية، مشيرة إلى أن انتقالها إلى الولايات المتحدة من الكويت غيّر حياتها بشكل جذري. 

وأكدت أنها نظمت ناديًا عربيًا وشاركت في أنشطة تطوعية، مما يعكس اندماجها في المجتمع. 

وأثارت قضية احتجاز العائلة نقاشًا حول العدالة، حيث يرى البعض أن استهدافهم دون تهم واضحة، ومعاقبتهم بجريمة لم يرتكبوها يتعارض مع مبادئ الديمقراطية والعدالة.