مسار “أسطول الحرية”.. السفينة “مادلين” تقترب من إنهاء الحصار على غزة

تبحر السفينة “مدلين”، ضمن أسطول الحرية التابع لمنظمة “ائتلاف أسطول الحرية” المؤيدة لفلسطين، حاملةً على متنها 12 ناشطًا، من بينهم الناشطة المناخية السويدية جريتا ثونبرج، في محاولة لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفقًا لموقع “واي نت”، من المتوقع أن تقترب السفينة من المياه الإقليمية الإسرائيلية في موعد أقصاه عطلة نهاية الأسبوع، أو بحلول يوم غد الإثنين، ما لم تعترضها البحرية الإسرائيلية.
وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن البحرية الإسرائيلية تستعد لمنع السفينة من الرسو، مع احتمال سحبها إلى ميناء أشدود أو تركها في عرض البحر، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يفرض الحصار البحري على غزة ويستعد لسيناريوهات متعددة وفقًا لتوجيهات المستوى السياسي.
وانطلقت السفينة من ميناء كاتانيا في صقلية يوم الأحد الموافق 1 يونيو 2025، حاملة إمدادات إنسانية تشمل حليب الأطفال، الطحين، الأرز، الحفاضات، ومستلزمات طبية، كما ذكرت وكالة “جويش تلجرافيك إجنسي”، ولكن تقريرًا نشرته صحيفة “بيلد” الألمانية أشار إلى أن بعض أعضاء الفريق يروجون لأيديولوجيا متطرفة مناهضة للغرب، وشملت اتهامات إسرائيل للنشاطاء المؤيدين لفلسطين مزاعم حول دعم جماعات إرهابية، والمطالبة بإلغاء دولة إسرائيل.
وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أنه وعلى الرغم من الاتهامات التس شنتها سلطات الاحتلال فإن جريتا ثونبرج، في تصريحات لصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، أكدت أن دوافعها إنسانية بحتة، مشيرة إلى أنها مدفوعة بالغضب العالمي حيال الإبادة الجماعية، والإبادة البيئية في غزة، مستخدمة منصتها العالمية لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية.
وأضافت في مؤتمر صحفي قبل انطلاق الرحلة أن “التوقف عن محاولة كسر الحصار الجائر يعني فقدان إنسانيتنا”، معتبرة أن صمت العالم إزاء الإبادة الجماعية المباشرة في غزة أكثر خطورة من المخاطر التي تواجهها الرحلة.
ونفت ثونبرج اتهامات معاداة السامية، مؤكدة إدانتها لها، لكنها لم تدِن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، ولم تشر إلى الضحايا أو الرهائن، مما أثار انتقادات، حيث اعتبر مسؤول إسرائيلي الرحلة “أسطول السلفي”، وفقًا لـ”تايمز أوف إسرائيل”.
وتشمل المجموعة شخصيات بارزة مثل ريما حسان، عضو البرلمان الأوروبي الفرنسي-الفلسطيني الممنوع من دخول إسرائيل بسبب دعمها لمقاطعة إسرائيل والنضال المسلح، والصحفي عمر فياض من قناة “الجزيرة” القطرية، والناشطة ياسمين أكار التي أثارت الجدل بتصوير نفسها ترقص خلال هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، كما ذكر موقع “واي نت”.
وأعرب النشطاء عن تفاؤلهم مع اقترابهم من سواحل غزة، ويخططون لبث أي مواجهة محتملة مع البحرية الإسرائيلية مباشرةً لكي يراها العالم بأشره، معتبرين أن الدعم الدولي يتزايد.
وقالت الناشطة الفرنسية ريفا فيارد في تصريح لـ”صنداي تايمز” إن سفنًا أخرى نجحت في الوصول إلى فلسطين، مما يعزز آمالهم. وأشارت “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن بريطانيا رفضت طلب إسرائيل بمنع السفينة، التي تبحر تحت العلم البريطاني، من الوصول إلى المياه الإسرائيلية، مشيرة إلى أن التدخل يتطلب مخاطر أمنية واضحة.
كما أن فرنسا تراقب الوضع عن كثب بسبب وجود ستة مواطنين فرنسيين على متن السفينة، وفقًا لتصريح دبلوماسي نقلته القناة الـ”12″ الإسرائيلية.
وأضافت أن السفينة، التي تحمل اسم صيادة فلسطينية، قامت بانحراف عن مسارها لإنقاذ مهاجرين سودانيين قبالة الساحل الليبي، مما يعكس الأبعاد الإنسانية المعقدة للمهمة.
وأشارت “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن الحادث يأتي في سياق تصاعد التوترات، حيث اتهم الائتلاف المنظم للرحلة إسرائيل بشن هجوم بطائرتين مسيرتين على سفينة “كونسيانس” التابعة لهم الشهر الماضي قرب مالطا، وهو ما رفضت إسرائيل التعليق عليه.