لبنان يحذر مواطنيه من التواصل مع الإعلام والجيش الإسرائيليين

لبنان يحذر مواطنيه من التواصل مع الإعلام والجيش الإسرائيليين

في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة على الحدود الجنوبية للبنان، سلطت صحيفة تورنتو ستار الكندية الضوء على تحذيرات عاجلة أصدرتها السلطات اللبنانية لمواطنيها، وخاصة الشخصيات المؤثرة، بما في ذلك الفنانين، والصحفيين، داعية إياهم إلى الامتناع التام عن أي شكل من أشكال التواصل المباشر أو غير المباشر مع المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي أو وسائل الإعلام المرتبطة به.

وجاء هذا التحذير، أمس السبت، عقب انتشار مقطع فيديو للممثلة اللبنانية نادين الراسي موجه إلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مما أثار جدلًا واسعًا. 

وأكدت وزارة الإعلام اللبنانية أن أي تفاعل مع هذه الجهات يُعد انتهاكًا صريحًا للقوانين اللبنانية، خاصة تلك المتعلقة بمقاطعة إسرائيل، وقد يعرض الأفراد لعقوبات قانونية صارمة تشمل المساءلة بتهم التعاون مع العدو.

وأوضحت التحذيرات الرسمية أن التواصل مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، سواء من خلال إجراء مقابلات، أو تقديم تصريحات، أو مشاركة معلومات عبر منصات التواصل الاجتماعي، يشكل مخالفة واضحة لأحكام القوانين التي تحظر التطبيع أو التعاون مع الدولة العبرية.

وأشارت إلى أن مثل هذه الأفعال قد تُستغل من قبل الجهات الإسرائيلية لجمع معلومات حساسة أو نشر أخبار كاذبة تثير البلبلة والاضطراب بين اللبنانيين. 

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى انتشار أخبار زائفة وتسجيلات صوتية مجهولة المصدر على وسائل التواصل الاجتماعي، تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، داعية المواطنين إلى اللبنانيين الاعتماد على مصادر الأخبار الموثوقة والامتناع عن مشاركة محتوى مشبوه أو غير موثق.

وكانت الممثلة نادين الراسي قد وجهت رسالة مصورة إلى أدرعي، تطالبه فيها بتحديد المناطق التي ينوي الجيش الإسرائيلي استهدافها بدقة، وذلك لتجنب إثارة الذعر بين السكان اللبنانيين. ورد أدرعي بزعم أن تل أبيب “لم يكن لديها أي مشكلة مع الدولة اللبنانية أو شعبها”، وأنها لا تريد الإضرار بالسياحة اللبنانية أو صورتها. 

ومع ذلك، تزامن هذا الحدث مع تهديدات إسرائيلية بالإخلاء، تلتها ثماني غارات جوية شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت، وهي الغارة الرابعة الكبرى على المنطقة منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في نوفمبر الماضي، مما دفع العديد من المدنيين إلى الفرار من المنطقة خوفًا على حياتهم.
 

وفي الأثناء، شددت الأجهزة الأمنية اللبنانية على ضرورة توخي الحذر من محاولات التواصل التي قد تأتي من جهات إسرائيلية، سواء عبر الاتصالات المباشرة، البريد الإلكتروني، أو منصات مثل فيسبوك، تويتر، أو تطبيقات المراسلة الفورية.

 وناشدت المواطنين الإبلاغ الفوري عن أي محاولات مشبوهة، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية ستتخذ إجراءات صارمة ضد أي شخص يثبت تورطه. 

وأكدت السلطات أن هذا التحذير يندرج ضمن استراتيجية وطنية لحماية السيادة اللبنانية وتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الأمنية، خاصة مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي والأجواء اللبنانية. 

كما ناشدت الحكومة المواطنين الالتزام بالتعليمات الرسمية والابتعاد عن أي سلوك قد يُفسر على أنه تعاون مع إسرائيل، مشددة على أن اليقظة والمسؤولية الوطنية هما السبيل للحفاظ على أمن لبنان واستقراره في هذه الظروف الحرجة.