مثل بايدن.. ترامب يواجه صعوبة أثناء صعوده إلى الطائرة الرئاسية.

في لحظة تحولت إلى مادة دسمة للتعليقات السياسية والسخرية، تعثر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء صعوده سلم طائرة “إير فورس وان” الرئاسية في مطار موريستاون، نيوجيرسي، أمس الأحد، وكان ترامب في طريقه إلى منتجع “كامب ديفيد” لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
ووفقًا لمجلة نيوزويك، كشف مقطع فيديو، انتشر بسرعة وأصبح التريند الرائج على منصات التواصل الاجتماعي، ترامب الذي يبلغ من العمر 78 عامًا، وهو يفقد توازنه للحظات على السلم المبلل بمياه الأمطار، قبل أن يتماسك ويواصل صعوده.
وقعت الحادثة في أعقاب مؤتمر صحفي قصير تناول فيه ترامب قضايا حساسة، مثل احتمال استخدام قانون التمرد لمواجهة الاحتجاجات في لوس أنجلوس ضد مداهمات الهجرة، مما أضاف بُعدًا سياسيًا للحدث.
وأشار موقع ذا ديلي بيست الأمريكي إلى أن ترامب استعاد توازنه بسرعة، لكن ذلك لم يمنع موجة السخرية التي اجتاحت منصة إكس، إذ ربط مستخدمو منصات التواصل الحادثة بسخرية ترامب السابقة من تعثرات سلفه جو بايدن على نفس السلم في 2021 و2023، والتي استخدمها ترامب للتشكيك في لياقة بايدن البدنية والعقلية.
ردود فعل متباينة على وسائل التواصل
أثارت الحادثة تفاعلًا واسعًا على منصة إكس، حيث استغل المعارضون السياسيون اللحظة للرد على هجمات ترامب السابقة ضد بايدن.
وغرد المعلق السياسي كريس جاكسون، وفقًا لموقع بيزنس ستاندرد: “لقد كنت أقول إن ترامب يجرّ رجليه وهو ليس بصحة جيدة، فلم يصدقني أحد.
ولكن بالأمس القريب، عندما تعثر بايدن، أصيبت وسائل الإعلام بالجنون والهوس، وكتب جيك تابير كتابًا كاملا! أين هم الآن؟”، في إشارة إلى كتاب “غير صالح للحكم” الذي ركز على تعثرات بايدن كدليل على تراجع لياقته.
وأضاف الناشط السياسي هاري سيسون، كما نقلت صحيفة ذا إندبندنت البريطانية: “وفقًا لمنطق “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، تعثر ترامب وروبيو يعني أنهما يعانيان من تراجع عقلي ويجب عزلهما من منصبيهما فورًا!”، مشيرًا إلى تعثر وزير الخارجية ماركو روبيو أثناء صعوده خلف ترامب، كما وثّق موقع تايمز ناو.
في المقابل، دافع أنصار ترامب عنه، معتبرين الحادثة عرضية ومرتبطة بالظروف الجوية، حيث كتب أحد المستخدمين: “السلم كان مبللًا، وهو رجل في السبعينيات يواجه ضغوطًا هائلة. هذه ليست مشكلة”.
وأشار موقع هاف بوست إلى أن بعض التعليقات عبرت عن التعاطف مع ترامب، معتبرة أن مثل هذه الحوادث قد تقع لأي شخص تحت الأضواء، لكن السخرية طغت بسبب تاريخه في استهداف بايدن بنفس الطريقة.
تكتسب حادثة تعثر ترامب على سلم الطائرة الرئاسية، أهمية سياسية كبيرة نظرًا لاستخدام ترامب المتكرر لتعثرات بايدن كسلاح سياسي خلال حملاته الانتخابية في 2020 و2024.
ووفقًا لموقع هاف بوست، نشر ترامب في يونيو 2024 مقطع فيديو على إكس يظهر صعوده “بثبات” للطائرة الرئاسية، في إشارة ساخرة إلى بايدن، مما جعل تعثره الحالي هدفًا للانتقادات المضادة.
وذكر موقع بن لايف أن الحادثة أعادت فتح النقاش حول اللياقة البدنية والعقلية للقادة السياسيين، خاصة مع تقدم ترامب في العمر (79 عامًا). وطالب جايمي هاريسون، رئيس اللجنة الوطنية بالحزب الديمقراطي وهو الحزب الذي يجمع أبرز خصوم ترامب السياسيين، بإجراء فحص إدراكي لترامب، قائلًا: “أين تابير وتومبسون؟ أين كتابهما عن لياقة بايدن؟”، في إشارة إلى الصحفيين الذين ركزوا على تعثرات بايدن. وأشارت صحيفة الإندبندنت إلى أن الرؤساء السابقين، مثل باراك أوباما (2013)، ورونالد ريجان (1980)، وجيرالد فورد (1975)، تعثروا أيضًا على سلم الطائرة “إير فورس وان”، مما يجعل الحادثة جزءًا من تاريخ طويل من اللحظات المحرجة للقادة الأمريكيين.
ومع ذلك، فإن السياق السياسي المشحون جعل تعثر ترامب أكثر حساسية، خاصة مع تزامنه مع نقاشات حول سياساته الصارمة بشأن الهجرة والأمن القومي.
تأثير الحادثة على صورة ترامب
رغم طابعها العابر، قد تؤثر الحادثة على صورة ترامب، الذي يسعى لتقديم نفسه كقائد قوي وحاسم في ولايته الثانية. وفقًا لـنيوزويك، استغل معارضو ترامب الحادثة للتشكيك في لياقته البدنية، خاصة في ظل تركيزه على قضايا حساسة مثل إعادة فرض حظر السفر على 12 دولة والمفاوضات النووية مع إيران.
بيزنس ستاندرد نقلت تعليقات مستخدمين على إكس طالبوا بفحوصات عصبية لترامب، مشيرين إلى أن سخريته السابقة من بايدن تجعل الحادثة “عدالة شعرية”.
وأشار موقع ذا ديلي بيست إلى أن البيت الأبيض تجنب التعليق، مما يعكس محاولة للتقليل من أهمية الحدث، بينما ركز أنصار ترامب على إنجازاته، مثل إعادة هيكلة سياسات الهجرة، وأكد موقع هاف بوست أن الحادثة لن تغير المشهد السياسي الراهن، لكنها عززت النقاش مجددًا حول عمر ولياقة الرئيس ترامب.
الإعلام والمعايير المزدوجة
أثارت الحادثة نقاشًا حول تغطية الإعلام، حيث رأى البعض أن تعثر ترامب حظي بتغطية أقل حدة من تعثرات بايدن.
واهتم موقع بن لايف باتهامات الإعلام بالنفاق، إذ لم تُعطَ الحادثة نفس الوزن. وأشارت صحيفة الإندبندنت إلى تزامن الحادثة مع مناقشات قانون التمرد، مما قلل من تغطيتها. وأِشار موقع هاف بوست إلى أن منصة إكس ضخّمت الحدث بتعليقات مثل “بايدن 2.0″، بينما ربطت مجلة نيوزويك بعض التعليقات بخلاف ترامب مع إيلون ماسك، إلا أنه تحت كافة الظروف، فإن الحادثة تسلط الضوء على دور الإعلام الاجتماعي في تحويل لحظة عابرة إلى نقاش محتدم على المستوى الوطني، مذكّرة بأن الأضواء لا ترحم، خاصة عندما تكون الكارما حاضرة، أي أن ما زرعه ترامب من تشكيك في لياقة سلفه، يتوجب عليه أن يحصده اليوم بتشكيك مماثل في لياقته هو.